فرنسا تعترف رسميا لأول مرة: ** الجزائر تُرحب بالخطوة الفرنسية وتتطلع للمزيد ف. زينب اعترفت فرنسا رسميا أنها أسست لنظام يلجأ إلى التعذيب إبان حرب التحرير الوطنية وهو ما يعد بمثابة اعتراف فرنسي أول من نوعه بتعذيب الجزائريين حين ذكرت رئاسة الجمهورية الفرنسية أن الرئيس إمانويل ماكرون سيعترف أن المناضل من أجل القضية الجزائرية موريس أودان المختفي قصرا في جوان 1957 مات تحت وطأة التعذيب جراء النظام الذي أسسته فرنسا آنذاك بالجزائر . ووفقا لوكالة فرانس برس كسر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الخميس أحد المحظورات في الرواية الرسمية للأحداث التاريخية فاعترف بأن فرنسا قوة الاستعمار السابقة في الجزائر أقامت خلال حرب الجزائر (1954-1962) نظاما استخدم فيه التعذيب مُقرا في السياق نفسه بأن موريس أودان الشيوعي المؤيد لاستقلال الجزائر الذي فُقد أثره بعد اعتقاله عام 1957 توفي تحت التعذيب. وقال قصر الإيليزي في بيان له يوم الخميس بأن رئيس الدولة الفرنسية سيقدم اعترافا لأرملة موريس أودان وسيعلن عن فتح الأرشيف حول قضية اختفاء المدنيين والعسكريين الفرنسيين والجزائريين . وكان النائب سيدريك فيلاني المقرب من الرئيس ماكرون وعائلة أودان قد أعلن عن هذا الخبر على أمواج إذاعة فرانس أنتار . وفي شهر فيفري الماضي أثارت شهادة مجند فرنسي سابق يعتقد أنه قام بدفن جثة موريس أودان إحياء المطالبة بإظهار الحقيقة حول هذه الجريمة المرتكبة منذ 61 سنة. وأكد هذا الجندي الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته معربا عن رغبته في تقديم المساعدة لعائلة أودان في تصريح لصحفي اليومية الذي كان شاهدا على وحشية الجيش الفرنسي على الجزائريين خلال حرب التحرير قائلا: أعتقد أنني قمت بدفن جثة موريس أودان . وروى هذا الشاهد أن الأحداث جرت بمزرعة في منطقة الفندوق (خميس الخشنة حاليا) حيث كان يوجد داخل كوخ مغلق جثتين ملفوفتين بلحافين ومخبأتين تحت التبن . وقال في بادئ الأمر اعتقدت من بعيد أنهما أفارقة لكون بشرتهم كانت شديدة السواد مثل الفحم مشيرا في هذا الصدد إلى تصريحات الجندي جيرار غارسي الذي اعتبره مسؤولوه فيما بعد انه الشخص الذي اغتال موريس أودان والذي أقر بافتخار كيف أخضع الضحيتين إلى شعلة التلحيم (...) للحيلولة دون تحديد هويتهما . ومنذ ذلك التاريخ تطالب العديد من الشخصيات الثقافية والجمعيات بالحقيقة حول جريمة اغتيال أودان. في شهر ماي الماضي طلبت أكثر من 50 شخصية من مؤرخين وسياسيين وصحفيين وسينمائيين من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية في اغتيال المناضل من أجل القضية الجزائرية موريس أودان. وذكر الموقعون على رسالة مفتوحة موجهة للرئيس ماكرون بأنه في 11 جوان 1957 خلال معركة الجزائر تعرض موريس اودان المختص في الرياضيات والمناضل الشيوعي البالغ من العمر 25 سنة للاعتقال على يد المظليين التابعين للجنرال ماسو أمام عائلته قبل ان يخضع للتعذيب بحيث أن المساعد الشاب في جامعة الجزائر لم يعد من يومها وقام الجيش الفرنسي بالتخلص من جثته . وأضافوا أن كل من عملوا حول هذه القضية توصلوا إلى أن موريس أودان قد تم تعذيبه واغتياله من طرف الجيش الفرنسي في إطار الصلاحيات الخاصة التي صوتت عليها السلطات السياسية. واعتبرت هذه الشخصيات بأن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات شجاعة حول هذه الحقبة التاريخية مثلما وعد بذلك ايمانويل ماكرون. وقد كتبت يومية اومانيتي هذا الخميس على موقعها موريس أودان: الاعتراف أخيرا بجريمة الدولة وبأن الرجل تم إحقاقه . وأضافت اليومية أنه وبعد مرور نصف قرن من النكران ها هي فرنسا بهذه الالتفاتة التاريخية تعترف بإحدى أكحل صفحات الاستعمار . زيتوني يثمّن الاعتراف الفرنسي.. اعتبر وزير المجاهدين الطيب زيتوني اعتراف الدولة الفرنسية بمسؤوليتها في تعذيب واختفاء موريس أودان المناضل الفرنسي الذي ساند الثورة الجزائرية إبان حرب التحرير خطوة ايجابية يجب تثمينها فيما أعلن عن قبول مخرج فيلم العربي بن مهيدي للتحفظات التي قدمتها له لجنة القراءة لتصحيح بعض الأخطاء. وفي تصريح للصحافة على هامش الجلسة العلنية المخصصة للأسئلة الشفوية بالمجلس الشعبي الوطني يوم الخميس بالجزائر ثمن الوزير اعتراف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بمسؤولية بلاده في تعذيب في جوان 1957 للمناضل من أجل القضية الجزائرية الفرنسي موريس أودان معتبرا اياها ب الخطوة الإيجابية التي يجب تثمينها . وأضاف زيتوني أن الجرائم التي اقترفتها السلطات الفرنسية ابان الحقبة الاستعمارية في حق الجزائريين لا ينكرها إلا جاحد وجاهل للتاريخ مضيفا أن خطوة الرئيس الفرنسي دليل على أنه سيكون هناك المزيد من الاعترافات . وفي موضوع ذي صلة أكد وزير المجاهدين أن اللجان المكلفة بملفات استرجاع الأرشيف الوطني المتعلق بالحقبة الاستعمارية وجماجم زعماء المقاومة الجزائرية المتواجدة بمتحف الإنسان بباريس وتعويض ضحايا التجارب النووية بالصحراء الجزائرية لا تزال تعمل وستعرف انفراجا قريبا .