لتخفيض حالات الوفيات التحدي الأكبر لتخصص حديثي الولادة بالجزائر هو التكفل بالخدج أكد أخصائيون في طب الأطفال مشاركون بباتنة في الملتقى الوطني حول الإنعاش لدى المواليد الجدد في قاعة الولادة على أن التحدي الأكبر لتخصص حديثي الولادة بالجزائر هوالتكفل بالخدج وهم الأطفال الذين يولدون مبكرا. ت.يوسف أوضح المتدخلون في اللقاء العلمي المنظم من طرف مصلحة طب الأطفال بالمؤسسة العمومية الاستشفائية المتخصصة الأم والطفل مريم بوعتورة بعاصمة ولاية بباتنة أن الولادة المبكرة للطفل قبل اكتمال مراحل الحمل الكاملة للمرأة الحامل تشكل السبب الرئيسي لوفيات حديثي الولادة ثم يأتي بعدها الصعوبة في التنفس وكذا عدوى حديثي الولادة كما يرتبط تخفيض حالات الوفيات في هذه المرحلة - يضيف المختصون - ارتباطا وثيقا بتوفير سبل إنعاش حديثي الولادة الخدج داخل قاعات الولادة الذين عادة ما يعانون من صعوبة في التنفس ويكونوا ذوي مناعة ضعيفة . وأشار بالمناسبة رئيس مصلحة طب الأطفال بالمؤسسة العمومية الاستشفائية المتخصصة الأم والطفل مريم بوعتورة ورئيس هذه التظاهرة العلمية التي يحتضنها المركز الجهوي لمكافحة السرطان بباتنة البروفسور عبد الرشيد بوحجيلة إلى أن التكفل الجيد بحديثي الولادة الخدج بما في ذلك مشاكل عدم اكتمال جهازهم العضوي و خاصة الجهاز التنفسي مع ما يشكله خطر ظاهرة النقص في التنفس وأمراض أخرى عليهم يستدعي تطوير سبل الإنعاش لفائدة هذه الفئة سواء من حيث تكوين المختصين أو توفير التجهيزات الطبية اللازمة . وأضاف بأن التمكن من الإنعاش لدى حديثي الولادة داخل قاعة الولادة سيقلل بشكل كبير عدد الوفيات المسجلة لدى الرضع والأطفال أقل من 5 سنوات مشيرا إلى أن الجزائر سجلت العام الماضي 16 5 حالة وفاة لكل 1000 ولادة حيث أن الوفاة تكون في الساعات أو الأيام الأولى التي تلي الولادة مباشرة وهو رقم اعتبره مرتفعا مقارنة مع ما تسجله الدول المتقدمة والمتمثل في 4 وفيات لكل 1000 ولادة في السنة. وعن تنظيم ملتقى حول الإنعاش لدى حديثي الولادة فجاء - وفق البروفسور بوحجيلة - بالنظر لكونه تخصص جديد في الجزائر التي كانت تتوفر خلال سنوات التسعينيات إلى غاية عام 2000 على مصلحة واحدة فقط في هذا الميدان بمستشفى مصطفى باشا (الجزائر العاصمة) لكن بعد ذلك استحدثت مصالح مماثلة عبر عديد ولايات الوطن مع إنشاء المؤسسات العمومية الاستشفائية المتخصصة للأم والطفل التي أصبحت تتوفر على مصالح للتكفل بحديثي الولادة . وتعد في هذا السياق المؤسسة العمومية الاستشفائية المتخصصة مريم بوعتورة بباتنة الأولى بشرق البلاد التي تتوفر على تجهيزات جد حديثة تسمح للطاقم الطبي بإنعاش هذه الفئة من الرضع وإن كانت سجلت في السنة الماضية 19 حالة وفاة لكل 1000 ولادة طفل بسبب الضغط الكبير الذي تسجله حيث يقدر عدد المواليد سنويا بها بحوالي 16 ألف ولادة بمعدل يتراوح ما بين 40 و50 ولادة في كل 24 ساعة . وأضاف ذات المختص بأن هذا الملتقى الذي يندرج ضمن البرنامج الوطني للحد من وفيات الحوامل وحديثي الولادة جاء لتبادل التجارب والخبرات والتعرف على آخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال لاسيما وأن المشاركين قدموا من مختلف أنحاء الوطن وكذا ممارسين من فرنسا . من جهته اعتبر المختص في الأمراض الصدرية لدى الأطفال و رئيس جمعية طب الأطفال لشرق البلاد الدكتور خليفي التهامي الطاهر من قسنطينة بأن موضوع الملتقى جد هام مشددا على أن العائق الكبير لطب الأطفال عموما هو طب حديثي الولادة والرضع حيث تفوق نسبة وفيات هذه الفئة بالجزائر 80 بالمائة من مجموع الوفيات المسجلة لدى فئة الأطفال . إعداد دليل جديد حول التكفل بالمرأة الحامل أكد المدير العام لمصالح الصحة بوزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات محمد الحاج إن الوزارة الوصية قد اعدت دليلا جديدا حول التكفل بالمرأة الحامل وذلك من اجل تنظيم جيد خلال مرحلة الحمل الى غاية الولادة موضحا خلال المؤتمر الدولي ال22 حول طب النساء و الولادة أن الوزارة قد أعدت دليلا من اجل تنظيم التكفل بالنساء الحوامل خلال فترة الحمل الى غاية الولادة سيما من خلال تحديد مواعيد الاستشارات الطبية وأنواع النساء الحوامل (الحمل الذي يشكل خطرا و ذلك الذي لا يشكل خطرا) ومختلف الأجهزة المعنية بهذا التكفل مضيفا ان العملية النموذجية لتجسيد هذا الدليل قد انطلقت منذ ستة اشهر على مستوى هياكل صحية في بعض الولايات مشيرا الى انه ستتم المصادقة النهائية على هذه الوثيقة بحلول نهاية السنة الجارية. كما اكد انه يجري تنظيم دورات تكوينية لفائدة ممارسي الصحة العمومية في هذا المجال. وأشار ممثل وزارة الصحة الى أهمية استقبال المريض على مستوى الهياكل الصحية معتبرا ان الاستقبال الجيد يمثل نصف العلاج داعيا الاساتذة الى تلقين قواعد الاستقبال الجيد مؤكدا من جانب آخر على الإمكانيات الضخمة التي خصصتها السلطات العمومية من اجل تكفل افضل بالمرأة الحامل و ضمان ولادات في احسن الظروف مشيرا الى تراجع كبير في الولادات المنزلية وأن غالبية الولادات تتم في المؤسسات الصحية . أما رئيس المؤتمر البروفيسور في طب النساء والتوليد شيخ الغمامة محمد زياد فقد أوضح أن هذا المؤتمر يقدم تكوينا نوعيا لما بعد الجامعة ويشكل لقاء للتكوين المتواصل لفائدة اطباء النساء والتوليد والقابلات و المقيمين موضحا ان الورشات حول التصوير بالموجات فوق الصوتية وعمليات فحص عنق الرحم المدرجة في جدول اعمال هذا اللقاء ستسمح للممارسين بتحيين معارفهم.