م· راضية تجمهر الآلاف من الأطبّاء المقيمين أمس، بمستشفى "محمد لمين دبّاغين" في باب الوادي بالعاصمة، مطالبين وزير الصحّة جمال ولد عباس بتطبيق الوعود التي طرحها على هذه الفئة في الاجتماع الذي عقده معهم أمس الأوّل والاستجابة لمطالبهم السوسيومهنية والبيداغوجية على أرض الواقع، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن مثل هذه التصريحات والوعود لم تعد تحظى بثقتهم ولا تحلّ الأزمة التي وصلت إلى باب مسدود جعلت المستشفيات تشلّ لأكثر من شهرين على التوالي· اعتصم أمس ما يربو عن ألف طبيب مقيم بمستشفى "لمين دبّاغين" بباب الوادي في العاصمة، لمطالبة وزير الصحّة بتجسيد وعوده لهم من خلال قرارات ملموسة تمكّنهم من حلّ مشاكلهم السوسيومهنية والبيداغوجية، على غرار إلغاء إلزامية الخدمة المدنية، حاملين شعارات تدعو إلى ضرورة إيقاف إطلاق الوعود غير الملموسة مردّدين "نريد التجسيد وليس الوعود"، "نعتذر يا مريض هكذا الوزير يريد"، "الخدمة المدنية تساوي تشتّت عائلة" وغيرها من الشعارات التي رفعها المقيمون في العديد من احتجاجاتهم الأخيرة بما فيه الذي وقفنا عنده أمس· وأوضح الأطبّاء المقيمون أن القرارات التي أعلن عنها وزير الصحّة من خلال اللّقاء الذي جمعه بممثّلي الأطبّاء أمس الأوّل لاتزال مجرّد تصريحات، بما في ذلك إعلانه عن قانون أساسي جديد للطبيب المقيم والنّظام التعويضي· غير أنه لم يتسلّم هؤلاء أيّ نسخة تذكر عن محضر الاجتماع، وهو ما لا يعطي بوادر انفراج الأزمة على حسب رأي الأطبّاء المقيمين الذين سيستمرّون في الإضراب والتجمّعات إلى غاية تحوّل التصريحات والوعود إلى قرارات ملموسة تطبّق على أرض الواقع· وهدّد الأطبّاء المقيمون بأنهم لن يتوقّفوا عن الإضراب المفتوح الذي دخل شهره الثاني على التوالي إلى غاية تلبية مطالبهم التي سبق وأن رفعوها عدّة مرّات إلى الجهات الوصية، موضّحين أنه سيتمّ تنظيم اِعتصام وطني بمستشفى "مصطفى باشا" غدا الأربعاء تكملة للوقفات الاحتجاجية، معبّرين في الوقت ذاته عن تفاؤلهم في اللّقاء الأخير الذي جمعهم بكلّ من وزيري الصحّة والتعليم العالي في مقرّ وزارة الصحّة، والذي جاء بنيّة الخروج بحلول ملموسة ترضي الطرفين· علما أن الأطبّاء المقيمين المضربين منذ السابع من مارس هدّدوا مؤخّرا باستقالة جماعية إذا واصلت الوزارة الوصية في تعنّتها ورفضها الاستجابة لمطالبهم والمتمثّلة أساس في إعادة النّظر في إلزامية الخدمة المدنية، في الوقت الذي أصرّ فيه العديد منهم على التهديد بهجرة جماعية من البلاد· هذا، وكان جمال ولد عباس وزير الصحّة والسكان وإصلاح المستشفيات قد اِلتقى بالأطبّاء المقيمين رفقة وزير التعليم العالي أمس الأوّل، قصد بحث حلول ترضي الطرفين وإيجاد أطر من أجل إيقاف الإضراب الذي دخل شهره الثاني على التوالي، حيث أعلن وزير الصحّة عن زيادات في منحتي المردودية والخطر الخاصّة بهذه الفئة مع الإفراج عن قانون أساسي جديد·