الملتقى الدولي الخامس للطريقة القادرية بورقلة: دعوة إلى ترسيخ الوسطية لمواجهة التطرف
دعا محاضرون في أشغال الملتقى الدولي الخامس للطريقة القادرية المتواصلة أمس الأربعاء بورقلة إلى ضرورة ترسيخ منهج الإسلام الوسطي لمواجهة التطرف وأبرز متدخلون خلال الملتقى من أساتذة وباحثين جامعيين ومشائخ أهمية منهج الاعتدال عبر نشر تعاليم الدين الإسلامي الوسطي وضرورة تعزيز التعايش السلمي بين جميع أطياف المجتمع على اختلاف مذاهبهم من أجل الحفاظ على أمن واستقرار الأمة. وفي هذا الشأن تطرق الطيب الوزاني الشاهدي (المغرب) في مداخلته بعنوان الثوابت الدينية والمرجعية الصوفية وأثرها الناجح في حماية الأمن الروحي والفكر العقائدي للمغاربة بشمال إفريقيا إلى الدور المحوري الذي أداه التصوف والمذهب الأشعري الذي انتقل إلى المغرب العربي من الأندلس في إرساء منهج الإسلام الوسطي المعتدل الخالي من التعصب والتطرف بهذه المنطقة من العالم الإسلامي. وأضاف أن المغرب المغربي الذي لم يعرف انتشارا للمذاهب الغير السنية إلا في حدود ضيقة جدا اعتمد المنهج الصوفي السني الذي أصبح مميزا لهويته . من جانبه أبرز الشيخ عمر الجيلاني مفتي الشافعية بمكة المكرمة (السعودية) أهمية التحلي بمكارم الأخلاق في المعاملات بين المسلمين وغيرهم مضيفا أن هذه الأخلاق يكرسها الإسلام الوسطي وفكر التصوف الذي جاء لتنقية النفوس وتهذيبها وبث روح الجماعة والتعاون على ما يجلب لهم المنفعة . وكانت أشغال اليوم الثاني من هذا الملتقى فرصة أيضا لاستضافة وزير الأوقاف والشؤون الدينية لدولة فلسطين سماحة الشيخ يوسف أدعيس الذي نقل في مداخلته معاناة الشعب الفلسطيني من التصرفات الهمجية والقرارات الجائرة للاحتلال الإسرائيلي مشددا بالمناسبة أن القدس ستظل العاصمة الأبدية لفلسطين . وتتركز أشغال الملتقى الدولي للطريقة القادرية في طبعته الخامسة الذي يحمل عنوان دور المرجعية الوطنية في أمن واستقرار الدولة الجزائرية حول عدة محاور من بينها التصوف ومشاربه والمرجعيات الوطنية والدينية وقيّم الاحترام والتعارف و الدور الريادي للتصوف في إبراز أبعاد المرجعية الوطنية و توضيح قيم المرجعية الوطنية الدينية في التراث الصوفي القديم و ثقافة المرجعية الوطنية والحوار ودورهما في تجفيف منابع الغلو والتطرف مع إبراز جهود الطريقة القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا في ترسيخ الهوية الوطنية والدينية كما أوضح المنظمون. ويشارك في هذا الملتقى (6-8 نوفمبر) الذي تنظمه المشيخة العامة للطريقة القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا التي يقع مقرها بالرويسات (ورقلة ) تحت شعار عهد ووفاء واستمرارية وتحتضن أشغاله دار الثقافة مفدي زكرياء كوكبة من ممثلي زوايا وطرق صوفية وعلماء ومشائخ وأساتذة جزائريين وأجانب.