ماتزال مشاهدة مباريات كأس العالم في تلفزيونات دول المنطقة العربية، متاحة للأغنياء فقط، فالفقراء في الوطن العربي يعانون منذ سنوات طويلة من تشفير حلم مشاهدة كبرى البطولات العالمية وحتى القارية. وسيكون فقراء الجزائر »ممنوعين« من مشاهدة معظم مقابلات كأس العالم رغم أن بلدهم هو الممثل الوحيد للعرب فيها، وذلك بسبب تشفير معظم المباريات. وسيكتفي ملايين الجزائريين بمشاهدة مقابلات »الخضر« فقط، وعدد قليل آخر من المباريات يُبث على القناة الأرضية للتلفزيون الجزائري، بينما سيكون على الجزائريين إما شراء بطاقات »الجزيرة الرياضية« الجديدة أو البحث عن قنوات مفتوحة تبث المباريات، وهو عمل شاق يتطلب التفرغ والتحكم أيضا، أو الاكتفاء بمشاهدة المباريات 22 التي اشتراها التلفزيون الجزائري. ذكر موقع »دويتشه فيللا« الألماني، أن رياضة كرة القدم هي في الحقيقة رياضة الفقراء، فكبار اللاعبين على مستوى العالم أجمع بما في ذلك البلدان العربية تقريباً، عشقوا اللعبة وتدربوا عليها في الشوارع من أمثال مارادونا ورونالدينيو وغيرهما من كبار نجوم كرة القدم العالمية. ويُعد مارادونا ورنالدينيو من أبرز لاعبي كرة القدم في العالم، حيث عشقا كرة القدم وهما في سن الطفولة، وبدآ مشوارهما الرياضي باللعب في الطرقات والأزقة الضيقة، وباستخدام كرات بلاستيكية وأخرى مصنوعة من الجلد أو القماش. وتابع الموقع الألماني في تقريره مشيراً إلى أن هذه الرياضة أصبحت مع مرور الزمن أكثر الرياضات شعبية في العالم، وهكذا بدأ الاهتمام العالمي والإعلامي بها يزداد عاماً بعد عام، وشهراً بعد شهر، ويوماً بعد يوم. وازدادت أيضاً أهمية الاتحاد الدولي لكرة القدم »فيفا« تدريجياً على الصعيد العالمي، ليصبح الآن في نظر كثيرين من أقوى المنظمات أو الاتحادات العالمية. ومع ازدياد شعبية هذه الرياضة ازداد اهتمام كبرى الشركات العالمية بها لاستخدامها لأغراض الدعاية والإعلان، وبالتالي ازداد الإقبال على الاتحاد الدولي لتوقيع عقود رعاية معه، وهكذا أصبحت نهائيات كأس العالم في كرة القدم اليوم البطولة الرياضية الأبرز التي تجمع أكبر عدد من الرعاة. وتُعد بطولة العالم لكرة القدم عام 1982 في إسبانيا النقطة الفاصلة في تاريخ »فيفا« في ما يتعلق بعلاقاتها بالشركات الراعية. وابتداء من هذه البطولة شهدت بطولات كرة القدم تحولاً كبيراً جلب للفيفا عشرات الملايين من الدولارات التي أصبحت في البطولات التالية مئات الملايين. والسر الكبير في هذا التحول التاريخي الذي طرأ على كأس العالم وانتقالها من حدث رياضي إلى استثمار مالي كبير تلهث وراءه كبرى الشركات والمجموعات، هو بيع حقوق البث للمجموعات الإعلامية العالمية ووسائل الإعلام المختلفة. وباع »فيفا« حقوق البث الحصري لمونديال 2010 ولكأس العالم 2014 لعدد من المؤسسات الإعلامية العالمية في مختلف بلدان العالم. وعلى الصعيد العربي أصبحت قناة الجزيرة الرياضية تمتلك حقوق البث بعد أن اشترت قنوات إي آر تي الرياضية بما تملكه من حقوق بث البطولات العالمية، ومنها كأس العالم 2010. وستقوم قنوات الجزيرة الرياضية بتغطية نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا ونقل المباريات حصريا في المنطقة العربية نظير مقابل مادي لا يقوى على سداده أكثر من نصف شعوب كل الدول العربية، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها الجزيرة منذ إنشائها بالنقل الحصري لنهائيات كأس العالم في كرة القدم.