تفادي تأخر الرحلات هدف أساسي خلال 2019 خطوط القطارات.. تحدي يومي لنقل ملايين المسافرين بالعاصمة تشكل خطوط قطارات الضواحي بالجزائر العاصمة العصب الأساسي في الحركية اليومية لتنقل المسافرين التي تسجلها الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية بتعداد فاق 32 مليون شخص خلال سنة 2018 وهو ما يشكل تحديا متواصلا لإرضاء زبائنها التي تتقاسم مع مسافريها أمل الوصول إلى رحلات بمواعيد أكثر انضباطا في آفاق السنة المقبلة. ق.م تشكل خطوط الضواحي بالعاصمة والممتدة إلى ولايات البليدة وبومرداس وتيزي وزو نسبة 80 بالمائة من حركية التنقل بالقطارات العاملة عبر الشبكة الوطنية للسكة الحديدية إلا أن تأخر رحلات الضواحي كان ولا يزال السمة الأبرز في يوميات المسافرين بحيث يتقاسم آلاف الأشخاص الذين ينتقلون من وإلى العاصمة يوميا معاناة تأخررحلات القطار والتي ازدادت حدتها هذه السنة حسب انطباعات العديد منهم بغض النظر عن حادث انحراف قطار بمحطة آغا في شهر جانفي من سنة 2018 او سقوط الكوابل الكهربائية للسكة الحديدية بين محطتي بئر توتة وبوفاريك شهري جويلية و نوفمبر المنصرمين وحوادث أخرى تسببت في تعطل حركة القطارات لعدة ساعات في حينها. وأرجع المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية ياسين بن جاب الله واقع التأخر المتواصل لمواعيد رحلات قطارات الضواحي إلى مشروع تجديد السكة الحديدية على امتداد يقارب 200 كلم والذي اصبح خلال السنوات القليلة الماضية (التجديد والعصرنة) ضرورة لا بد منها لمسايرة الطلب الكبير على تلك الخطوط مؤكدا ذات المسؤول أن شبكة الضواحي اصبحت محل طلب متزايد من قبل المسافرين بالنظر إلى ظهور تجمعات سكانية وعمرانية جديدة بالعاصمة ما يعني حركية اكبر لتنقل المواطنين عبر القطارات ففي وقت سابق كانت الشركة تعمد إلى تخفيض عدد الرحلات مع نهاية الأسبوع إلا أنها الآن تتجه نحو تدعيمها برحلات اضافية. وشرعت الشركة منذ نهاية سنة 2017 في اشغال تجديد شبكة السكة الحديدية من خلال تخصيص غلاف مالي للعملية قدر بنحو 7 ملايير دج منها 4 ملايير لاقتناء مختلف التجهيزات المطلوبة كالسكة والخرسانة والكوابل والاشارات فيما خصص غلاف بنحو 3 مليار دج لإتمام الاشغال التي يتوقع ان تمتد إلى غاية سنة 2020. وتسببت الأشغال في الغاء عديد الرحلات عبر خطوط الضواحي وهو ما أحس به المسافرون -يقول ذات المسؤول- الذي اكد انتهاء الاشغال على مستوى الخطين 1 و2 انطلاقا من محطتي ساحة الشهداء وآغا مبرزا إن مواعيد الرحلات ستضبط بصفة أكبر مع نهاية السداسي الأول من سنة 2019 مع التاكيد انه بانتهاء هذه الاشغال التي تأتي لمواكبة نوعية القاطرات والتجهيزات الحديثة التي تدعمت بها الشركة خلال السنوات القليلة الماضية ستعرف رحلات الضواحي نقلة نوعية على ان تتدعم قريبا شبكة الضواحي ايضا بالخط الجديد الرابط بين مطار الجزائر الدولي هواري بومدين ومحطة باب الزوار على امتداد 8ر2 كلم منها 6ر1 عبر نفق منجز تحت المحول الجنوبي على الطريق السريع الرابط بين الدار البيضاء وبن عكنون. التعدي على القطارات بالرشق بالحجارة سبب آخر لتأخر الرحلات وتبقى ظاهرة التعدي على القطارات بالرشق بالحجارة من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الرحلات حسبما أكده المدير المنتدب لأمن سير القطارات لدى الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية والذي كشف عن تسجيل خلال سنة 2018 لأزيد من 330 حالة رشق على القطارات من بينها 159 حالة بخطوط الضواحي العاصمية فبعد تسجيل 125 حالة خلال سنة 2017 انتقل الرقم إلى 329 حالة رشق خلال سنة 2018 ما تسبب في اصابة 15 عاملا لدى المؤسسة و12 مسافرا بجروح متفاوتة الخطورة من بينهم 5 عمال و7 مسافرين على مستوى خطوط الضواحي العاصمية. ويتطلب إصلاح القاطرات التي يتم رشقها فترة من يومين إلى ثلاث ايام وهو ما يعني سحبها من الخدمة وبالتالي الغاء الرحلات المقررة كما تتسبب ظاهرة منع إغلاق ابواب القاطرات في تعطل الرحلات وينعكس الوقت الضائع بسبب تلك التصرفات التي غالبا ما يكون ورائها شباب طائش على المدة التي تقتضيها الرحلة والرحلة الموالية لها. خط بئر التوتة-زرالدة...تعداد المسافرين وصل إلى 1.5 مليون يعتبر خط السكة الحديدية الرابط بين بئرتوتة وزرالدة والذي تم تدشينه أواخر سنة 2016 مثالا ملفتا عن اهمية خطوط الضواحي فهذا المشروع شكل محورا هاما لفك الخناق عن حركة المرور في الضاحية الغربية من الجزائر العاصمة بتسجيل ارتفاع عدد المسافرين عبر هذا الخط من 1.3 مليون مسافرخ خلال سنة 2017 ليصل إلى 1.5 مليون مسافر لال سنة 2018 وارتفع ايضا رقم الأعمال الخاص بالشركة عبر هذا الخط من 46 مليون دج في سنته الاولى إلى 52 مليون دج في سنته الثانية اي عام 2018. ويتوقع ان يرتفع عدد المتنقلين عبر هذا الخط الممتد على مسافة 21 كلم بدخول القطب الجامعي بالمدينة الجديدة بسيدي عبد الله حيز الخدمة وبمقابل الاهمية التي يمثلها هذا المحور إلا أن مرتاديه عبروا عن مشكل لم يجد بعد طريقه للحل إلى يومنا هذا آملين في أن تتغير الأمور بحلول سنة 2019 وهو استحداث حظيرة اكبر للمركبات بمحيط محطة زرالدة والمزيد من الحافلات نحو وسط المدينة. واكد الكثيرون ان الحضيرة الحالية للمحطة والتي لا تتجاوز سعتها 150 مركبة غير كافية بالنسبة للراغبين في التنقل عبر القطار مع ترك مركباتهم في امان بمحيط المحطة . وفي انتظار استلام مشروع باب الزوار - طار هوراي بومدين واتمام اشغال تهيئة السكة الحديدية سيضطر زبائن الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية إلى التأقلم مع مواقيت الرحلات الحالية والتي تبقى للآلاف المسافرين افضل بكثير من زحمة طرقات العاصمة ومداخلها الجنوبية والشرقية لاسيما في أوقات الذروة.