لا يزال مواطنو بلدية بلعايبة، 80 كلم شرق ولاية المسيلة، يعانون من العزلة والتهميش بعد أن أصبحت أعين المسؤولين بعيدة عنها، إذ أصبح الفقر والحرمان فيها من أبرز السمات المصاحبة ليوميات السكّان الذين طالبوا بتوفير الغاز الطبيعي الذي أثقل كاهلهم وحوّل حياتهم إلى جحيم . سكّان بلدية بلعايبة أكّدوا ل »أخبار اليوم« أن مشكل انعدام غاز المدينة يعود إلى أمد بعيد، إذ طالبوا السلطات المعنية بتزويدهم بغاز المدينة من أجل وضع حدّ لمعاناتهم اليومية المتواصلة، حيث أنهم يستعينون بقارورة غاز البوتان من أجل قضاء الحاجيات الأساسية رغم غلائها في السوق نتيجة للمضاربة، حيث تباع بأكثر من 400 دج. وما تجدر الإشارة إليه هو أن الأساتذة الذين يعملون بالمؤسسات التربوية بالبلدية يجبرون على التغيّب بسبب أزمة النّقل، ممّا أثّر كثيرا على التحصيل العلمي للتلاميذ. وفي نفس السّياق، فإن البلدية التي يبلغ تعداد سكّانها حوالي 4000 آلاف نسمة، كلّ الطرق المؤدّية إليها لم تكتمل بعد، أمّا عن الطرقات داخل البلدية والأرصفة فهي غائبة تماما، ممّا يصعّب عليهم التنقّل أثناء تساقط الأمطار. أمّا عن الخدمات، فيذكر بعض المواطنين ل »أخبار اليوم« أنه لا وجود للمقاهي وحتى خدمات الهاتف ناقصة، بحيث تحتوي البلدية على محلّ واحد لخدمات الهاتف ومقهى وحيدة ليست في المستوى المطلوب، ناهيك عن عدم وجود حتى حمّام، بالإضافة إلى الغياب الكليّ للمرافق والهياكل الشبابية الترفيهية المجهّزة التي من شأنها استقطاب المواهب، في حين أصبح هذا النّقص يؤثّر عليهم وينغّص عليهم حياتهم فينعكس على يومياتهم، خاصّة مع معاناتهم من شبح البطالة التي تلقي بظلالها عليهم، وأنها أضحت تنتشر وبشكل غير عادي، خاصّة في أواسط الشباب. هذا المشكل الذي ينعكس سلبا على معنوياتهم ويخلّف من ورائه نتائج وخيمة على الفرد والمجتمع، وبالتالي يتأزّم الوضع. فالغياب الكليّ لفرص العمل جعل بعض الشباب يتوجّه إلى الولايات المجاورة من أجل البحث عن لقمة العيش والبعض الآخر يقضي يومياته في التجوّل في الطرقات، الأمر الذي جعلها بيئة خصبة لانتشار وترويج كلّ الآفات الاجتماعية كالمخدّرات والخمور، لا سيّما وأن شباب المنطقة لم يجد وسيلة للحصول على قوت يومه سوى العمل في الفلاحة خاصّة في موسم الصّيف. من جهة أخرى، يعاني شباب بلدية بلعايبة من بطالة متزايدة أمام الإقصاء التامّ لكلّ مشاريع الشباب سوى التوزيع لمناصب تشغيل الشباب وقلّة عقود الإدماج المهني، وحسبهم فإن بلديتهم المعزولة عن عالم الشغل ما عدا الاعتماد على عرض بعض الخضر والفواكه وبعض السلع المحدودة أيّام السوق الأسبوعية للمواشي، والتي لا تليق كمصدر رزق، أمّا المرافق الثقافية والهياكل التابعة لها فحدّث ولا حرج، حيث تخلو من دار للشباب ومراكز للترفيه التي تعتبر من الضروريات في حياتهم، فحالة العزلة والتهميش التي تسود تسبّب قلقا ومللا في نفوسهم جعلهم يناشدون السلطات المحلّية بذل مجهود من أجل تلبية حاجاتهم وإخراجهم من هذه الدوّامة.