أصبح المقبل على الزواج فريسة للهيب الأطماع والأسعار المرتفعة للذهب بكامل ربوع الوطن، وكعينة على ذلك وقفنا على هذا الموضوع بولاية الشلف وزرنا بعض المحلات التجارية المختصة في بيع الصيغ، حيث وقفت عن القفزة الجنونية لارتفاع أسعار الذهب في الفترة الأخيرة ،حيث أصبح سعر الغرام الواحد يتراوح ما بين 4000 و 4500 دج وهي قفزة جنونية من 3000دينار للغرام الواحد الى التسعيرة الجديدة وهو مرشح أيضا للارتفاع وتجاوز سقف خمسة آلاف دينار في الأيام القادمة ودخول شهر جوان المتزامن مع حلول موسم الصيف المعروف لدى أغلبية العائلات الجزائرية بموسم الأعراس وهي أيضا فرصة مناسبة يستغلها التجار لتحقيق مطامعهم .ولم يكن العريس فريسة المجوهراتي أو ارتفاع ثمن الذهب فقط فحتى المشاكل الأخرى ساهمت بشكل كبير في الإحباط من عزيمته وإتمام نصف دينه منها أزمة السكن والبطالة ما خلق حالة من الإحباط في أوساط عائلات الشباب الذين بلغوا سن الزواج وأصبحوا في حيرة وعاجزين على دفع المهر الذي بدوره قفز من 8 ملايين سنتيم الى ما فوق 14 مليون سنتيم في اقل من عامين في بعض المناطق أو اكثر بذلك في مناطق اخرى أضف الى ذلك التحضير لجهاز العروس الذي أضحى جد مكلف عند البعض ومستحيلا عند اغلبية العائلات خاصة وأن المجتمع الجزائري وكما في كل المجتمعات العربية يعتبرون الذهب أساسيا لإتمام الزواج.وقد اصبح التفكير في الزواج بالنسبة لشريحة الشباب البطالين وذوي الدخل المحدود ضربا من الخيال في الوقت الراهن والواقع المعاش يعكس ذلك حيث هناك العشرات من الامثلة تؤكد استحالة تغطية تكاليف الزواج الذي يتطلب ادخار سنوات طويلة من العمل والتقشف وانتظار سنوات اخرى بعد الزواج لتسديد الديون المتراكمة كما هناك حالات من الشباب اتخذوا قرار التمسك بالعزوبية على ان يغرقوا في الديون والمشاكل التي تترتب عن ذلك. حالات اخرى لشبان عقدوا مراسيم الخطوبة ووجدوا انفسهم امام حتمية فسخها بعد سنوات لعدم تحملهم ضغط عائلات خطيباتهم امام عجزهم على تدبر مصاريف الزواج واتمام نصف الدين. ويرى بعض الشبان ان على الدولة التدخل ومساعدتهم ماديا لتجنب تفشي ظاهرة العزوف على الزواج وقوع الشباب في المحرمات والانحلال الخلقي الذي اخذ ابعادا خطيرة في مجتمعنا المحافظ.