إن تربية الأبناء والعناية بهم من القضايا المهمة في هذا العصر والتي أصبحت تشكل خطراً على بناء مستقبل الأمة الإسلامية الذي بات كالحلم في ظل العولمة التي يعيشها الناس الآن وما يوجد فيها من سلبيات أصبحنا نراها بأم أعيننا ولا تحرك بنا ساكناً إلا ما قل وندر وأيضا فإن غالب إيجابياتها لم تستغل ولم يعمل بها على الوجه الصحيح فأبناؤنا فلذات أكبادنا هم بناة المستقبل الحاضر الذي يشكل عصراً إسلامياً جديداً. فالأبناء هم قضية هذا الوقت من ناحية النشأة والتربية الصحيحة التي تقودهم إلى مجتمع متماسك يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فتكون أمة إسلامية متماسكة لا تهزها التيارات الغربية ولا الفضائيات ولا حتى ما يسمى بالعولمة لذلك لا بد من التنشئة والتربية الصالحة منذ الصغر فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر.. وكلنا يعرف التأثير الكبير لكل من الأب والأم على أولادهم وتكمن الخطورة هنا إذا ما كان لأحد الطرفين تأثير سلبي على الطفل.. فما أثر ذلك في سلوكيات الطفل؟ يرى المختصون في علم الاجتماع ملامح أثر الأبوين هو ما نراه في سلوك الطفل وفي شخصيته فهدوء الطفل وحسن أدبه واحترامه للآخرين هو من تربية أبويه له وكذلك ما نرى عنده بخلاف ذلك قد يكون من الأثر السيء لأبويه. التربية بالقدوة التربية بالقدوة هي أهم وسائل تربية الطفل وأكثرها فاعلية وتأثيراً ولذا فإن ممارسة السلوكيات الخاطئة من أحد الأبوين- أمام الطفل- لها أكبر الأثر في منهجه وسلوكه فينبغي لمن علم من نفسه خصلة سيئة أو سلوكاً خاطئاً أن يتجنب ممارسته أمام أطفاله إن للوالدين تأثير حسن وقال المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه . وذلك التأثير يتبين من خلال الأمور التالية: - شدة تعلق الطفل بأبويه مما يجعله يستحسن أي شيء يصدر عنهما - الوالدان قدوة لأطفالهم فإذا رأى الطفل والده لا يصلي صلاة الجمعة مثلاً فإن الطفل بطريقة تلقائية لا يشعر بأهمية المسجد في حياته بل ربما لا يحب الصلاة وكلما رأى والده أو والدته يمارسان سلوكاً سيئاً أو معصية فإن الطفل يفعل ذلك مقلداً لهما ولا يجد بأساً في ذلك الفعل. - إذاً أهمل الوالدان توجيه الطفل وتركاه هملاً فإنه ينشأ على ما عوده أبواه عليه. تأثير كبير على الطفل لاشك أن للوالدين تأثير كبير على الطفل فالطفل يفتح عينيه وأذنيه وقلبه على ما يشاهده ويسمعه منهما.. فتربية الوالدان لهذا الطفل تنعكس على شخصية الطفل فيتأثر بها سلباً وإيجاباً فإن كانت أسرته خيرة نشأ الطفل على حب الخير والصلاح وإن كانت على العكس بدا ذلك على الطفل في فكره وسلوكه. فالطفل ينشأ بعيداً عن طاعة الله سبحانه وتعالى إذا كان والده أو أحدهما كذلك وقد يتعلم الكذب أو السرقة إذا رأى منهما ذلك فالولد على سبيل المثال قد ينشأ على التدخين والسب والشتم وعدم احترام الآخرين إذا كان يرى ذلك من والده منذ الصغر والفتاة قد تنشأ على حب التبرج والسفور والقيل والقال والغيبة وسطحية التفكير إذا كانت أمها كذلك ولها هذه الاهتمامات. فشخصية الطفل إذن انعكاس لنوع التربية التي يتلقاها في صغره ولأسلوب المعاملة التي يتعامل بها الوالدان معه.. ويكفي أن نعرف أن أغلب سمات الشخصية للطفل تتكون خلال الخمس سنوات الأولى والتي قد يهملها الكثير من الأباء!.