كثير من الأمهات فرحن فرحا جما بعد دخول القنوات الفضائية الموجهة خصيصا للأطفال، والتي تأخذ الطابع الديني مثل قنوات طيور الجنة وقراميش وبراعم، فهى تسلط الأضواء على تعليم الطفل بعض الآداب والأخلاق الدينية من خلال بعض الأناشيد الهادفة والأفلام الكرتونية القصيرة وتبعدهم عن مشاهدة ما لايليق لسنهم. وقد جعل ذلك الكثير من الأمهات يطمئنَّ إلى تعلق الأطفال بمثل هذه القنوات المفيدة، التي لا تعرض في محتواها المشاهد والمناظر والكلمات غير المرغوب فيها والتي كان يستمع إليها الأطفال في برامج وأغاني بعض المحطات الأخرى الموجهة للأطفال. راحة هؤلاء الآباء والأمهات إلى هذه القنوات جعلتهم يتركون أبناءهم أمام هذه القنوات بالساعات الطويلة، دون أن يحددوا لها معاييرَ أو حدودا، ظانين بذلك أن ترك الأطفال أمام تلك القنوات يضمن لأطفالهم وقتا ممتعا ومفيدا، وأيضا يضمن لأنفسهم الهدوء والراحة من شغب الأطفال ولو لبعض الوقت. والذي لا يدركه الكثير من الآباء والأمهات أنه مع وجود الكثير من الإيجابيات لهذه القنوات، إلا أن هناك بعض السلبيات والأضرار التي يجب أن يحرص الآباء والأمهات على تفاديها عند جلوس الأطفال أمام مثل هذه القنوات وجميع القنوات عموما.. لذلك آثرنا أن نعرض الإيجابيات والسلبيات لكي يكون لدينا بعض الحذر الذي لابد منه. هناك الكثير من الإيجابيات التي لا يغفل عنها الكثير ومنها: - تحويل انتباه الأطفال من حفظ الأغاني الهابطة وغير الهادفة التي تصل إلى أسماعنا عبر الوسائل المختلفة، وحرصهم على الاستماع إلى الأغاني والأناشيد الهادفة التي تحمل في طياتها معانٍ وآداب وأخلاق نحب أن يتحلى بها أطفالنا. - إقلاع الطفل عن بعض السلوكيات السيئة والتي تعالجها هذه القنوات من خلال البرامج والأناشيد التي تقدِّمها على شاشاتها طوال اليوم. - تساعد الآباء والأمهات على تربية الأبناء بأسلوب التحفيز، مثل أن تقول الأم لولدها "لا تكذب حتى نغنى لك (مين الشاطر) مثل وليد مقداد في أغنية (ليش بتكذب يا وليد)". - تثقيف الطفل بالمعلومات الدينية والثقافية المختلفة في شتى المجالات الحياتية التي تساعده على تكوين هويته الثقافية. -تعريف الأطفال بالقضية الفلسطينية وأهميتها ومكانتها عند العرب والمسلمين. أما عن السلبيات التي لا يدركها الكثير من الآباء والأمهات نذكر منها: - عدم تلبية الأطفال لأوامر الوالدين بسبب شدة تركيزهم واندماجهم مع هذه القنوات أثناء المشاهدة. - ترك المذاكرة والواجبات المدرسية اليومية بسبب التعلق بهذه القنوات. - نوم الأطفال في وقت متأخر من الليل، مما يجعلهم غير قادرين على الاستيقاظ مبكرا للذهاب إلى مدارسهم. - تعود الطفل على الاستماع والتلقِّي دائما وعدم التعبير عن نفسه. - ميل الطفل إلى وجود ضوضاء دائمة في المنزل وعدم الهدوء، مما يؤدي إلى عدم حب الطفل للجو الهادئ داخل المنزل. - عدم قدرة الآباء والأمهات على مشاهدة قنوات وبرامج مختلفة، وذلك لتشبث الأطفال الشديد بمتابعة هذه القنوات وعدم رغبتهم بتغيير هذه المحطات التلفزيونية. وبعد سرد بعض الإيجابيات والسلبيات وجب علينا تقديم بعض النصائح التي تساعد الآباء والأمهات في إكساب الأطفال إيجابيات هذه القنوات وتلافي سلبياتها. أولا: عمل برنامج يومي منظم للأطفال حسب يومهم الدراسي وحسب أنشطتهم المختلفة أثناء الأجازة الصيفية. ثانيا: تعويد الطفل طلب الموافقة من الوالدين أو أحدهما قبل مشاهدة التلفاز. ثالثا: استغلال وقت الترفية للطفل بشكل متجدد، وعدم ترك الطفل طوال أوقات فراغه أمام التلفاز، ويجب توجيهه إلى بعض الأنشطة الأخرى الجماعية -مثل اللعب مع بعض الأطفال والاندماج معهم- والفردية مثل اللعب بالمكعبات وما إلى ذلك من الألعاب. رابعا: تحديد الأم وقتا تحكي فيه قصة مفيدة تشير فيها إلى تعلم سلوك جيد، وتناقش طفلها في هذه القصة مما يساعد على إحساس الطفل بكينونته وشخصيته عند إبداء رأيه وتعلقيه على القصة. خامسا: تعويد الطفل على الاطلاع والقراءة من خلال شراء بعض الكتب والقصص القصيرة، مما يساعده على الوصول إلى معلومات جديدة وغرس حب القراءة داخل الطفل. سادسا: التعرف على مواهب الأطفال والعمل على تنمية هذه المهارات والمواهب الخاصة بكل طفل، وذلك بممارسة الأم لبعض الأنشطة مع أطفالها مثل أن تطلب من طفلها الغناء أو الرسم والتلوين إذا رأت أنه يُحسن ذلك. وهكذا نساعد أطفالنا من خلال هذا البرنامج اليومي والمتجدد على الاستفادة من إيجابيات هذه القنوات، وأيضا التعرف على ذاتهم وما فيها من مواهب وإبداعات وتكوين شخصيتهم بصوره سليمة وقوية تساعدهم على الاندماج والتفاعل مع المجتمع.