سلطة ضبط السمعي البصري تواصل سباتها برامج رمضانية تخدش حياء المشاهدين عبر القنوات الجزائرية رغم التطور الحاصل في انتاج الافلام والمسلسلات ومختلف البرامج في السنوات الأخيرة في الجزائر الا ان بعض الثغرات يتواصل تسجيلها عبر البرامج الرمضانية من مسلسلات وحصص وسكاتشات بحيث أن تلقائية وعفوية المخرجين والممثلين على حد سواء تمادت خطوطها الحمراء وضربت بأعراف مجتمعنا المحافظ عرض الحائط ما يظهر من بعض الألفاظ التي سمعناها كثيرا عبر المسلسلات والسكاتشات في رمضان لهذا الموسم ناهيك عن الألفاظ الفاحشة التي يتم حذفها بل وسمعناها عبر بعض مقالب الكاميرا الخفية في بعض القنوات الوطنية الخاصة مما يجلب الحرج لدى الواعين والضحك لدى المستهترين الا ان أبعاد تلك البرامج هي خطيرة على تنشئة الاجيال من جهة و إظهار صورة سلبية ونقل واقع مسيء عن مجتمعنا للمحيطين بنا من جهة أخرى الامر الذي يستدعي إعادة النظر في تلك البرامج وفرض رقابة صارمة من طرف سلطة ضبط السمعي البصري. الدكتور/ وليد بوعديلة رغم كثرة الانتاج الإعلامي وتنوعه بين الدراما والكوميديا والحصص إلى جانب الكثير من الإعلانات التسويقية البرامج والحصص الرمضانية المناسباتية أمام عين وقلب وعقل المتلقي الجزائري فإن هذا المتلقي -بكل فئاته الاجتماعية- ترك وحيدا لمصيره و لتأثره النفسي والفكري وصارت مرجعيته الدينية و الوطنية مهددة من دون وجود أي رقيب أو متابع كي يضع القواعد والمعايير؟؟ زلات وأخطاء تمس بقيم المجتمع لم نسمع صوت سلطة ضبط السمعي البصري ولم نقرأ لها أي تدخل لمراقبة ومتابعة القنوات الفضائية الجزائرية العمومية و الخاصة بل تم تغيير رئيسها في شهر رمضان وعوض بآخر فتأكد انسحاب أجهزة الدولة ومؤسساتها من حماية الذوق العام وتنبيه القنوات لكثير من الزلات والأخطاء التي تمس بقيم المجتمع وقد تهدد وحدته؟؟ وكنا نتمنى من أن تتوفر دولة بحجم الجزائر على جهاز قانوني كبير وفعاّل ليحمي المتلقي للحصص والمسلسلات الرمضانية ونعلم ان الجزائر تتوفر على ملايين المتابعين للقنوات و هي بلد شاسع وممتد جغرافيا وثقافيا بكل تاريخه المجيد وتنوعه الحضاري- الثقافي وبكل آمال الدفاع عن الوحدة خاصة مع الحراك الشعبي السلمي... ونعلم أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر الشقيقة يتدخل ويضع المعايير الأخلاقية ويوجّه وسائل الإعلام وشركات الإنتاج للحصص والأعمال الدرامية كما وضع عقوبات مالية لكل مخل وتحديدا للأعمال المقدمة في شهر رمضان.فلماذا لا نستفيد من التجربة المصرية.. يا ناس الجزائر؟؟ شتائم وألفاظ بذيئة تهدم الأخلاق وقصد الحفاظ على الضوابط الأخلاقية للمجتمع فقد جاءت السلطة المتابعة للمنتج الاعلامي بجملة من المعايير للدراما والاعلانات مثل: الالتزام بالميثاق الأخلاقي والمعايير المهنية والآداب العامة احترام عقل المشاهد الرقي بالذوق العام والرقي بالجمال في المجتمع عدم استخدام الألفاظ البذيئة و الفاحشة البعد عن الشتائم و السباب... وبالعودة للقنوات الجزائرية فقد سجلنا بعض الملاحظات على الدراما و الإعلانات و الحصص في شهر رمضان منها: - وجدنا إشهار لنوع من الشكولاطة يستعمل فيها الشيخ ألفاظا بذيئة ضد طفل صغير في مقهى مستعملا كلمة أيها الشموتي وقد صار الكثير من الشباب والأطفال يستعملونها في خطابهم اليومي بصورة كبيرة؟؟ فهل تتدخل سلطة الضبط لحذف هذا السباب يا ناس؟؟ - كما ان بعض الومضات الاشهارية تشجع السرقة واستعمال الخدعة و الحيلة بين الأصدقاء وداخل الأسرة كما تشجّع على الكذب والنفاق والتشكيك في العلاقات الأسرية و العائلية بحجة امتلاك طعام معين او منتج معين تتسارع شركات الانتاج الإعلامي لتسويقه والتعريف به على حساب قيم اجتماعية وأخلاقية فهل نصل لجيب المواطن عبر تجاهل بل تشويه وخنق على قيمه يا ناس؟؟ انحراف وعنف في أولاد الحلال وجدنا مشاهد كثيرة للتدخين واستعمال ألفاظ مشينة ومشاهد للعنف والضرب ضد المرأة مع مشاهد خادشة للحياء العائلي...في مسلسل أولاد الحلال وقد حقق مشاهدات كبيرة لاقترابه من الأحياء الشعبية الجزائرية في مدينة بالغرب الجزائري لكنه مرّر ممارسات وقيما تنافي اللّمة العائلية الرمضانية وكان يمكن تجنب الحرج الأخلاقي بالمعالجة الدرامية أو بتنبيه من سلطة الضبط لوضع شارة بأن بعض أحداث المسلسل لا تناسب الأطفال. - بعض الأعمال الكوميدية سخرت من اللغة العربية بصورة مباشرة من دون أي مبرر فني أو تمثيلي مثل مسلسل الرايس قورصو وسلسلة عنتر نسيب شداد وكنا نتمنى أن يجد المواطن الجزائري سلطة تحمي هويته وعناصرها اللغوية و الثقافية فهل نكسب المتلقي عبر شتم هويته يا ناس؟؟ عروض تافهة وسرقات فنية وقد أحسن الكاتب والمخرج محمد زاوي عندما اعتبر بعض السكاتشات والعروض الفكاهية المقدمة في رمضان عروضا جايحة و بايخة (حوار مع جريدة النصر 23 ماي 2019 ص12). و الجايح في العامية الجزائرية هو المنحرف أخلاقيا و البايخ هو التافه. - تستمر بعض القنوات الجزائرية في عرض أفلام أجنبية من دون وضع شارة تحدد سن الأطفال للمشاهدة في ظل وجود مشاهد للعنف والدماء والقتل والاغتيال.. - لا داعي للحديث عن السرقات الفنية والأدبية للأعمال وللأفكار الخاصة بالإعلاميين أو المبدعين الشباب بل إننا استمعنا لبعض الموسيقى التي تأتي للفصل بين الحصص والبرامج مسروقة من قناة سعودية خاصة مشهورة تكون من ثلاثة أحرف يبدأ اسمها بحرف الميم اللاتيني وينتهي بالسين واشتهرت بتقديم سلسلة طاش ماطاش لكننا استمعنا لومضتها الموسيقية الرمضانية في قناتين جزائريتين خاصتين فأين حقوق التأليف؟ هذه سرقة موصوفة يا..ناس؟ وماذا لو رفعت هذه القناة دعوة قضائية لتنكشف المهزلة و الفضيحة يا ..ناس؟؟ من يحمي حقوق المشاهد الجزائري؟ هذه بعض الملاحظات العامة عن بعض القضايا الفنية و الإعلامية التي تحتاج لمتابعة ومراقبة حماية لحقوق المشاهد الجزائري وتجنبا لكثير من الأخطاء و المزالق التي قد تهدد القيم و التقاليد المجتمعية الجزائرية فهل يصل صوتنا؟ وهل نسمع لبيان مستقبلي لسلطة ضبط السمعي البصري الجزائرية؟؟ وهل تنجز المعايير والأسس و القواعد على المصنفات الفنية و على الإعلانات لتنظيم السوق الفنية و الإعلانية؟؟ وهل يجد المشاهد الجزائري من يحترم ذوقه وأخلاقه ويسهم في جمع عائلته وليس تشتيتها؟؟ اللهم آمين رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.