أمّة تمتدّ من المحيط إلى المحيط بعربها وعجمها وبجميع مللها ونحلها وبجميع الذين يعدّون تقدّمين يساريين أو رجعيين إسلاميين، كلّ هؤلاء وأولئك الذين ذكرناهم والذين لم نذكرهم عجزوا عن أن يقوموا ويهبّوا هبة رجل واحد كالمحامي الدولي القدير الفرنسي "جاك فرجاس" دفاعا عن الشعب الليبي الذي يتعرّض للإبادة من طرف الحلف الأطلسي الصليبي بقيادة الولايات المتّحدة وبتحريض مقيت من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا الذين لم ير منهم الوطن العربي وأبناؤه الشرفاء منذ القديم إلاّ التشريد والقتل وذلّ الاحتلال، هذا الأخير الذي كنّا نعتقد أن زمنه قد ولّى· غير أن الأحداث الجارية في ليبيا حاليا بين قوى البغي التي ترمي كلّ يوم بشررها وحممها على البنية التحتية للجماهيرية، والحكومة الشرعية في طرابلس بيّنت أن هذا اللّعين ما زال يحنّ إلى ما كانت عليه الأمّة من تشريد وتنكيل تحت مظلّته الاستعمارية· إن المحامي" جاك فرجاس" المعروف إبّان الثورة بدفاعه عن الثوّار الجزائريين وفي مقدّمتهم "جميلة بوحيرد" هو اليوم ينفرد ويتصدّر جميع الحقوقيين والمحاميين العرب باستعداده للدفاع عن الزّعيم الليبي "معمّر القذافي" في حال مثوله أمام محكمة العدل، هذا من جهة ومن جهة أخرى قرّر المحامي الشهير الإعداد لرفع دعوى ضد الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" لما ارتكبه ويرتكبه من مجازر في حقّ المدنيين الليبيين العزّل، وقد ترسّخ ذلك بعد ما رأى بأمّ عينيه الأطفال والشيوخ والنّساء يرقدون في المستشفى بطرابلس متأثّرين بالقصف الجوّي وبضربات الصواريخ· وصرّح "فرجاس الذي بكى تأثّرا بحالة هؤلاء المدنيين قائلا: "إن هدفي هو رفع القناع عن هؤلاء القتلة المسؤولين عن غارات الحلف الأطلسي الجوّية"· فهل من العرب في المشرق والمغرب من تجرّأ ويقول أو يقوم بمثل ما قام به هذا المحامي الفرنسي الأشم الذي تفيض منه الإنسانية والرّحمة عكس بعض إخوة ما زادونا إلاّ خبالا وتواطؤا مع الحلف وأذنابه، وقد زاد الأمر استفحالا كون بعض الإعلاميين متورّطين بالكلمة مع أعداء الأمّة، فهل يفلح هؤلاء؟ ودون ريب لن تقوم لهم قائمة ولن يفلحوا أبدا ما داموا قد ربطوا مصيرهم وحرّيتهم وكبرياءهم بضربات الحلف الأطلسي الصليبي، فبعدا لهم من أبناء سودوا صحائف أمتهم· هذا "فرجاس" صنع الحدث إعلاميا وإنسانيا في طرابلس الغرب، فمن يصنع لنا الفرحة ويخلّصنا من "الحلف" عدو الأمّة والإنسانية جمعاء؟