رغم الاحتياطات المتخذة من وزارة التجارة، إلاّ أن مادة الحليب لا تزال تشهد ندرة كبيرة، وفوضى في التوزيع، وفي المواقيت الخاصّة به، وهو الأمر الذي دفع بالمواطن إلى التذمر، خاصّة وأنه صار يضبط عقارب ساعته بحسب موعد توزيع الحليب. مصطفى مهدي استياءٌ كبير هذه الأيام بين المواطنين الذين يُقبلون على شراء مادّة الحليب، حيث أنّ التوزيع سيء، يقول عنه المواطنون، الذين صارت أوقاتهم مرتبطة لموزع الحليب الذي يأتي إلى الحي، أحيانا في الصباح الباكر، وفي أحيان أخرى يأتي في ساعات الليل المتأخرة، وأحيانا لا يأتي أبدا، وهو الأمر الذي، يقولون، يتسبب في تضييع الكثير من الوقت، خاصّة على العُمّال منهم، والذين يضطرون أحيانا إلى الخروج من مقرات العمل في ساعات بكرة، وأحيانا يخرجون من بيوتهم، في ساعات الليل، وأحيانا أخرى يستيقظون باكراً لذهبوا إلى محل المواد الغذائية العامة، وأحينا يتأخر الموزع، فيتأخرّ العامل عن العمل، يقول لنا رضا: "حاولت أن افهم لمَ هذا التذبذب في التوزيع ولكن حتى بائع المواد الغذائية لا يعلم، فكيف أعلم أنا، وهو الأمر الذي يجعلنا لا نقدر على شرائه، خاصة منا هؤلاء الذين ليس لهم أطفالٌ يوصونهم، وتكون لهم ارتباطات كثيرة، هؤلاء تتذبذب مواقيت العمل بالنسبة لهم، بحسب تذبذب توزيع الحليب، وأنا مثلا سألني مسؤولي المباشر في العمل عن سرّ تأخري، فأجبت أنني كنت أنتظر الحليب، فلم يجد إلاّ أن يضحك من حالي، انه لأمر مؤسف أن نتأخر عن أعمالنا بسبب شيء تافه كهذا، وإن كانت السلطات قد ساهمت في تسقيف بعض الأسعار، ومنها مادّة الحليب، فلا بد عليها أن تراقب التوزيع". نفس التذمر أبداه لنا حكيم، الذي قال: "عوض أن يتحد بعض المواطنين من أجل أن يحصل كل واحد على كمية من مادة الحليب، فهم لا يفعلون سوى التسابق على الشراء، ولا يُفكِّرون حتى في الآخرين، وهو الأمر الذي يجعلنا نتأسف على هذا الوضع، خاصّة وأنّ بعض البائعين، يزيدون الطين بلة، حيث أنهم لا يبيعون إلاّ لأصدقائهم، وهو أمر مؤسف حقا، فأنا مثلا لا أكاد املك الوقت الكافي لكي آتي إلى المحل يوميا، خاصة وانه ليست توجد مواعيد محددة يأتي فيها الموزع". ولقد تحدثنا إلى إسماعيل وهو بائع مواد غذائية بحي المجاهدين، ببوزريعة، وسألناه عن التوزيع، فشرح لنا الأمر قائلا: "التوزيع سيء للأسف، وفي كل أحياء العاصمة تقريبا، وهو الأمر الذي يجعل المُواطن يشتكي، ولكني أقول أنه حتى أنا لست على علم بتلك المواعيد، ولا الموزع، الذي قال لي إنّ المؤسسة هي من تحدد ذلك، وهو الأمر الذي جعلني أسال مثلي مثل المواطنين، أو أتساءل عن السبب الذي يحدد أوقات التوزيع، خاصة وأن الكثير من المواطنين حرموا من مادة الحليب لهذا، وأحيانا هناك من ينتظر دون نتيجة".