في تجدد مستمر لقضية قيادة المرأة للسيارة بالسعودية، اعتقلت السلطات ست نساء سعوديات، الخميس، في الرياض بسبب قيادتهن السيارة في بلد لا يحق للنساء فيه القيام بذلك، على ما أكدت إحداهن عبر الهاتف لوكالة إخبارية. واعتقلت هؤلاء النسوة على يد شرطيين في حي حطين شمال الرياض، بحسب رشا الدويسي، إحدى السيدات اللاتي تم اعتقالهن، التي قالت في صفحتها على تويتر: "والله حتى أنا سئمت القضية، لكن سئمت الحاجة أكثر. سئمت حاجتي للآخرين". وأوضحت الدويسي أنها وخمس من رفيقاتها كن يتمرن على القيادة في أرض شاسعة. وأكدت "إننا لم نخرق أي قانون نظراً إلى أننا لم نقد السيارة على الطرقات". وتم اقتياد هؤلاء السعوديات اللواتي يبلغن من العمر ما بين 20 و30 عاماً إلى مركز للشرطة، وتم استدعاء أولياء أمورهن، إلا أنه لم تتم مصادرة هواتفهن المحمولة. لحظة بلحظة وأفرجت السلطات السعودية عنهن بعد أن تعهدن بعدم تكرار فعلتهن وتحذيرهن بأنهن قد يواجهن "عقوبات قاسية" إذا ما قمن بذلك مجدداً، وفق الدويسي، التي وصفت أحداث ما حصل لحظة بلحظة على صفحتها في تويتر. وبدأت تقول: "في الطريق إلى قسم الشرطة تم توقيفنا بتهمة القيادة، أنا ومجموعة. كنا نقود في حارة أراضي فقط ولم نخرج إلى شارع رئيسي". "نحن في 3 سيارات وفي لحظة وجدنا أنفسنا محاطين ب6 سيارات شرطة". "أول سيارتي شرطة وصلتا، قالوا لنا لا داعي لأن تكلموا أولياءكم، لأن الموضوع بسيط ولن يأخذ وقتا". وبعدها كتبت: "بعدها جاءت سيارات شرطة أخرى وقال شرطي: أنتن سعوديات وتعرفن القانون فلماذا تخالفنه؟". "قلنا لهم نحن فقط نعلم بعض للضرورة ولم نقُد في شوارع رسمية. فقال: والسائق ماذا يشتغل غير الضرورة؟ وفي الحين أخذوا أسماءنا وأسماء أولياء أمورنا وركب معنا رجال من الدوريات وأخذونا إلى قسم الشرطة وطالبونا بتوقيع تعهدات بعدم العودة إلى قيادة السيارات". وبعد أخذهن لقسم الشرطة، قالت الدويسي إن رجل الأمن أخبرهن بضرورة حضور أولياء أمورهن للإفراج عنهن لاستلامهن، ثم قالت في تويتر: "لا زلنا في القسم، وقعت تعهداً بعدم تكرار الفعل وإلا سأتعرض لأشد العقوبات". وتقول عن التعهد الذي وقعت عليه إنه يشتمل على مجموعة من العهود، منها: "من قادت، تعهدت بعدم القيادة ثانية. ومن لم تقد تعهدت بعدم الركوب مع قائدة أو محاولة تعلم القيادة!". المجتمع مستعد وعن التجربة التي مرت بها، قالت الدويسي في صفحتها على تويتر: "بعد تجربة اليوم آمنت بشيء واحد: المجتمع مستعد ومتقبل ومؤيد إلا قلة قليلة"، وأردفت: "كثيرون مروا بجنبنا ونحن نسوق وأشروا لنا مؤيدين ومشجعين ومبتسمين". وبدأت قضية قيادة المرأة للسيارة تتصدر المشهد الإعلامي من جديد، بعد أن ألقي القبض في وقت سابق من الأسبوع الماضي على الناشطة السعودية منال الشريف لقيادتها السيارة، بعد أن نشرت مقطعاً مصوراً بالفيديو على موقع "يوتيوب" لنفسها وهي تقود سيارة، وجذبت انتباه الجماعات الحقوقية المختلفة. وأصدرت الجهات السعودية المختصة أمراً بإطلاق سراح الشريف بعد 9 أيام قضتها في التوقيف. وكان الداعية السعودي د. عائض القرني قال في حديث ل"العربية" إنه لا يوجد أي دليل يمكن أن يستند إليه المعارضون لقيادة المرأة للسيارة، مشيراً إلى أنه من المفترض أن تسند هذه القضية إلى هيئة علمية شرعية اقتصادية لدراستها. ومع ذلك لا تزال أغلب فتاوى رجال الدين السعوديين "يحرّمون" قيادة المرأة للسيارة، ويستندون إلى أعذار واهية لا تلقى أي قبول في العالم الإسلامي.