روسيا تنفي مسؤوليتها وأنقرة تتوعد بالرد ماذا ستفعل تركيا بعد مقتل جنودها؟ * غوتيريش يحذر: خطر التصعيد يزداد كل ساعة قتل 33 جنديا تركيا وأصيب آخرون في استهداف جوي من قوات النظام السوري على قوات تركية في مدينة إدلب شمال سوريا وقال رحمي دوغان والي ولاية هاتاي جنوب شرق تركيا أمس الجمعة إن 33 جنديا تركيا في المجمل قُتلوا في ضربة جوية نفذتها قوات الحكومة السورية بمنطقة إدلبن فيما توعدت تركيا بالرد القوي برا وجوا. ق.د/وكالات أشارت وسائل إعلامية إلى أن طائرات مروحية للجيش التركي دخلت الأجواء السورية لإخلاء القتلى والجرحى. وعقب الهجوم شنت القوات التركية قصفا مركزا على مواقع النظام السوري في أرياف إدلب وحلب واللاذقية شمال سوريا. وأفادت وسائل إعلام تركية بأن القواعد الجوية في ديار بكر شهدت حراكا مكثفا من طائرات إف16 التركية وسط حالة من التأهب. *اجتماع طارئ.. أنقرة تتوعد وقالت صحيفة خبر ترك إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقد اجتماعا أمنيا طارئا في قصر الرئاسة استمر ست ساعات. وأشارت إلى أن وزير الدفاع خلوصي أكار ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو ورئيس هيئة الاستخبارات هاكان فيدان ورئيس هيئة الأركان وقادة الجيش التركي شاركوا في الاجتماع الذي عقده الرئيس التركي في قصر الرئاسة. وفي تعليق له قال رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون إن دماء جنودنا لن تذهب هدرا وسنواصل أنشطتنا العسكرية في سوريا حتى كسر جميع الأيادي التي امتدت إلى العلم التركي . وقال المتحدث باسم العدالة والتنمية الحاكم عمر اتشليك إن النظام السوري ومن يشجعونه سيدفعون الثمن غاليا على الهجوم الغادر. وقالت وسائل إعلام تركية إن وزير الدفاع وقيادة الجيش وصلت الحدود التركية السورية. *تنديد دولي بدورها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة قلقة للغاية إزاء الأنباء التي أفادت بهجوم على الجنود الأتراك في منطقة إدلب السورية وإنها تقف إلى جوار تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي. وقال ممثل للخارجية الأمريكية في بيان: نقف إلى جوار تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي ونواصل الدعوة إلى وقف فوري لهذا الهجوم الخسيس لنظام الأسد وروسيا والقوات المدعومة من إيران في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. بدوره ندّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ب الغارات الجوية العشوائية للنظام السوري وحليفه الروسي في محافظة إدلب داعيا إلى خفض التصعيد بعد مقتل 29 جنديا تركيا في الغارات التي شُنّت الخميس ونسبتها أنقرة إلى النظام السوري. وقال متحدث باسم الحلف الأطلسي إن ستولتنبرغ تحادث مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ودعا دمشق وموسكو إلى وقف هجومهما . كما حض جميع الأطراف على خفض التصعيد وتجنب زيادة تفاقم الوضع الإنساني المروع في المنطقة . من جهته قال متحدث باسم الأممالمتحدة إن الأمين العام أنطونيو جوتيريش يتابع بقلق بالغ التصعيد في شمال غرب سوريا وأنباء مقتل عشرات الجنود الأتراك في ضربة جوية. *تحركات تركية داخلية وفي سياق متصل ذكرت وسائل إعلام تركية أن حزب الشعب الجمهوري عقد اجتماعا طارئا للهيئة العليا للحزب في أنقرة لمناقشة التطورات الساخنة بإدلب. وأشارت إلى أن كليتشدار أوغلو أعطى التعليمات اللازمة لنواب حزبه بالذهاب إلى ولاية هاتاي لمتابعة التطورات الميدانية عن كثب. ولفتت إلى أن اتصالا هاتفيا جرى بين الرئيس التركي وزعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار تناولا فيه الوضع في الشمال السوري بحسب صحيفة دوار . كما عقد حزب الحركة القومية برئاسة دولت بهتشلي اجتماعا طارئا في مقر الحزب لمتابعة التطورات الميدانية. وعلى خلفية التطورات جرى اتصال هاتفي بين وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو وأمين عام حلف الناتو. *فتح أبواب اللجوء ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول تركي أن بلاده فتحت أبواب اللجوء أمام السوريين إلى أوروبا. وبالفعل تناقلت الصحف والمواقع التركية صورا وفيديوهات للاجئين على الحدود السورية التركية وهم يدخلون إلى تركيا سعيا منهم للوصول إلى دول أوروبية. *طلب منطقة حظر جوي من جهته قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون إنه يجب على المجتمع الدولي أن يتصرف لحماية المدنيين وأن يتم فرض منطقة حظر طيران في سوريا . وأضاف: سيخسر الضامنان لعملية أستانا روسياوإيران كل مصداقيتهما إذا فشلا في التزامهم بالحد من العنف والأعمال العدائية في إدلب . *اتصالات مع أمريكا وأجرى المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن فجر أمس الجمعة اتصالًا هاتفيًا مع مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أبراين. جاء ذلك بحسب بيان صادر مكتب المتحدث باسم الرئاسة التركية. ولم يتطرق البيان إلى فحوى الاتصال بين المسؤولين التركي والأمريكي. وقام كذلك وزير دفاع تركيا خلوصي أكار باتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي وبحث معه التطورات في إدلب عقب مقتل الجنود الأتراك. *قلق بالغ بدوره قال متحدث باسم الأممالمتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش يتابع بقلق بالغ التصعيد في شمال غرب سوريا وأنباء مقتل عشرات الجنود الأتراك في ضربة جوية. وقال المتحدث إن الأمين العام يدعو من جديد إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا و يعبر عن قلقه على نحو خاص إزاء خطر تصعيد التحركات العسكرية على المدنيين . جاء ذلك في بيان أصدره ستيفان دوغريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عقب إعلان والي هطاي التركية رحمي دوغان ارتفاع عدد شهداء جيش بلاده جرّاء الغارة بمنطقة خفض التصعيد إلى 33 شهيدا. وقال الأمين العام في البيان إنه يتابع بقلق بالغ التصعيد في شمال غرب سوريا والتقارير التي أفادت بسقوط عشرات الجنود الأتراك في غارة جوية . وكرر الأمين العام دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار معربا عن قلقه الخاص إزاء الخطر الذي يهدد المدنيين من جراء الأعمال العسكرية المتصاعدة . وأردف قائلا بدون اتخاذ إجراءات عاجلة يزداد خطر تصعيد أكبر كل ساعة . وأكد البيان انه لا يوجد حل عسكري للصراع السوري وأن الحل المستدام الوحيد هو عملية سياسية تيسرها الأممالمتحدة عملاً بقرار مجلس الأمن 2254 (2015). ويطالب القرار 2254 الصادر في 18 ديسمبر 2015 جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار. كما يطلب من الأممالمتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف أممي بهدف إجراء تحول سياسي. وفي سبتمبر 2018 توصلت تركياوروسيا إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب تُحظر فيها الأعمال العدائية. لكن منذ ذلك التاريخ قُتل أكثر من 1800 مدني في هجمات شنها النظام السوري والقوات الروسية منتهكين بذلك الاتفاق وتفاهمًا لتثبيته بدأ تنفيذه في 12 جانفي الماضي.