استمرار مظاهر خطيرة تُنذر بتفشي كبير لكورونا ** طوابير وتزاحم.. واستهتار يُنذر بسيناريو كارثي والسلطات مدعوة للتدخل الجزائر تُحصي ثلاث وفيات.. وعشرات الإصابات الجديدة س. عبد الجليل يتواصل تصاعد أرقام ضحايا فيروس كورونا في الجزائر ومعه تستمر مظاهر الاستهتار هنا وهناك على نحو يُنذر بتفشي كبير للفيروس ببلادنا فمشاهد التزاحم للفوز ب شكارة سميد والتدافع داخل بعض المحلات و السوبيرات والأسواق كلها أمور مرعبة تفرض التحرك العاجل للسلطات لإنقاذ الجزائر من تكرار سيناريو إيطاليا التي خرجت الأوضاع فيها عن السيطرة بسبب التهاون في مكافحة الفيروس في البداية وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية. ورغم أن السلطات في الجزائر وبقيادة الرئيس عبد المجيد تبون سارعت إلى اتخاذ إجراءات هامة من شأنها الحد من تفشي الوباء إلا أن الواقع يشير إلى أن تطبيق تلك الإجراءات مازال يحتاج توعية أكبر وربما جهدا من السلطات لفرض تجسيدها ذلك أن مشاهد الطوابير والتزاحم التي تعد فضاءً لنقل العدوى تواصل صنع الحدث عبر مختلف المدن لاسيما الكبيرة منها حيث يتسابق كثيرون على اقتناء المواد الغذائية ومنتجات التنظيف وغيرها دون أخذ الحيطة وتجنب الاحتكاك وتغيب قاعدة المتر الواحد بين كل شخصين في كثير من الأسواق والمحلات بما يُنذر بالأسوأ. وحتى في الولايات التي تتواجد تحت الحجر الصحي وفُرض بها حظر للتجوال نتيجة تسجيل أعداد متفاوتة من الإصابة بها مازالت اللامبالاة واضحة في سلوكيات كثير من مواطنيها مثلما هو الحال لولاية البليدة التي تعد أشّد الولاياتالجزائرية تضررا حيث نشر الإعلامي رشيد ولد بوسيافة المقيم بهذه الولاية شهادة مرعبة عن الوضع هناك تلخص حالة الاستهتار كاتبا على صفحته موقع الفيسبوك: أسكن في ولاية البليدة وقد وضعت نفسي وعائلتي تحت الحجر الصحي منذ ثمانية أيام ولا أخرج سوى مرة كل يومين لاقتناء الحاجيات...أتابع أخبار الوباء عالميا ووطنيا ومحليا. الجزائريون جميعا يعتقدون أن سكان ولاية البليدة تحت الحجر الصحي والواقع ليس كذلك محلات البقالة مكتظة بالزبائن لا تباعد اجتماعي ولا فيزيائي ولا استخدام للكمامات ولا تعقيم للأيدي الأطفال يلعبون في الأزقة والشوارع والشيوخ يجلسون جماعات جماعات ومن الطبيعي أن ترى شخصا يعطس و يكح في الطريق أما الأصداء القادمة من المستشفيات فهي مقلقة.. ويطالب متتبعون السلطات بالتحرك بشكل عملي لفرض تطبيق إجراءات الحجر إلى أقصى حد ممكن مع ضمان تموين المواطنين بحاجياتهم الأساسية والتكفل بالحالات المرضية المستعجلة ذلك أن الاكتفاء بإصدار توجيها وإجراءات دون العمل على تجسيدها ميدانياً يجعل الجزائر تسير على خطى البلدان التي تفشى فيها الوباء بشكل خطير فقدت معه السيطرة على الوضع رغم أنها تفوقنا إمكانيات وقدرات على مختلف المستويات.. 45 إصابة جديدة مؤكدة.. وثلاث حالات وفاة تم تسجيل خلال ال 24 ساعة التي سبقت أمسية السبت 45 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا (كوفيد- 19)في الجزائر منها ثلاث حالات (03) وفاة لتصل الحصيلة الإجمالية إلى 454 حالة مؤكدة و29 حالة وفاة حسب آخر حصيلة كشف عنها رئيس اللجنة الوطنية لمتابعة تفشي فيروس كورونا في الجزائري البروفيسور جمال فورار. وأوضح البروفيسور فورار مساء السبت خلال تنشيطه لندوة صحفية خصصت فيروس كورونا أن الحالة الأولى المسجلة بالجزائر العاصمة تتعلق برجل يبلغ من العمر 5 سنة عاد من العمرة مؤخرا. أما الحالة الثانية فتم تسجيلها بولاية المدية وهي تخص عم (84 سنة) أول ضحية مسجلة في هذه الولاية في حين تتعلق الحالة الثالثة برجل (45 سنة) عاد من اسبانيا. من جهة أخرى غادر المستشفى شخصان مصابان بالفيروس بعد تعافيهماي وعليه ارتفع عدد المتعافين إلى 31 شخصا حسب ذات المسؤول. معهد باستور يرسل نتائج تحاليل كورونا عبر الأنترنت يقوم معهد باستور الجزائر بإرسال نتائج تحاليل المصابين والمشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا إلى المؤسستين الاستشفائيتين العموميتين لكل من بوفاريك والمتخصصة في الأمراض المعدية الهادي فليسي بالقطار بالجزائر العاصمة عبر شبكة الأنترنت. وكشفت الدكتورة سامية حمادي من مديرية الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس السبت في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية عن انتهاج الوزارة لطريقة جديدة في تنظيم التحاليل حول فيروس كورونا بينها ومعهد باستور ومؤسستي بوفاريك والقطار وذلك ربحا للوقت والجهد لعمال القطاع والمرضى . وأضافت ذات المتحدثة أنه بعد إيداع عينة التحاليل من طرف المؤسسات المعنية بمعهد باستور للجزائر العاصمة تقوم هذه الخبيرة بملء ملفا للحالات المشتبه فيها عبر شبكة الأنترنت ترسله إلى المعهد الذي يقدم بدوره نتائج الحالات المودعة لديه في نفس الوقت إلى الوزارة والمستشفى في وقت أقل بكثير مما كانت عليه مدة نتائج التحاليل خلال ظهور الحالات الأولى للوباء . وستسمح هذه الأرضية الجديدة التي تبنتها الوزارة في الاستعمال الأمثل للوسائل و ربح الوقت والجهد للكفاءات التي تسهر على تسيير هذه العملية بمختلف المؤسسات في مثل هذه الظروف الحرجة عكس ما كان معمول به في بداية ظهور الوباء بالجزائر حسب ذات المسؤولة. كما سيتم تعميم هذه العملية على مستوى مختلف ملحقات معهد باستور التي دخلت حيز الخدمة خلال الأيام الخيرة بكل من وهران وتيزي وزو وقسنطينة وورقلة. يُذكر أن معهد باستور قد أجرى إلى غاية يوم الجمعة 27 مارس 3000 عينة تحليل للفيروس عبر القطر الوطني حسب ما ذكره مديره الدكتور فوزي درار.