خلافات الأبناء وشجارهم الدائم ومشاعر الغيرة المتبادلة بينهم أوتحول البيت إلى ساحة قتال على كل صغيرة وكبيرة من الأمور الطبيعية التي تحدث في كل بيت ولكن كثيراً من الآباء أو الأمهات لا يجيدون التعامل مع أطفالهم بطريقة تربوية صحيحة بهدف تقوية رابطة الحب بينهم وجعل الود والصداقة تسود حتى لا تكبر معهم هذه المشاعر السلبية وتؤثر على علاقتهم مستقبلاً... فالحب هو الثروة الحقيقية التي يتركها الآباءلأبنائهم. لماذا يختلف الأبناء؟ التمييز والتحيز من قبل الوالدين لطفل دون الآخر لأنه الأفضل نشاطاً وعملاً وخدمة لهما أو نتيجة لتميزه دراسياً.. في مقدمة الأسباب التي تولد الكراهية في قلب الطفل تجاه أخيه وتجعله متأهباً ومستعداً للعداء والخلاف معه في أي وقت. هناك أيضاً الأخ المتسلط على إخوته وأخواته بالبيت - قد يكون الأخ الأكبر - فيكثر من الأوامر والتعليمات بسب شخصيته القوية القيادية فتنشب الخلافات التي تساهم في اتساع الهوة بينهم...خاصة مع الشخصيات الأقل قوة وسيطرة. كثير من الآباء ينشغلون عن خلافات أبنائهم مفضلين عدم التدخل وترك المشاكل يحلونها وحدهم رغم أن التربية الصحيحة تؤكد وجوب التدخل لمعرفة سبب الخلاف وتوضيح الصواب من الخطأ ولتوعية الأبناء وحثهم على الترابط من جديد. كما أن اختلاف الطباع بين الأبناء يتسبب في بعض المشكلات فقد لا يتشاركون الاهتمام ذاته أو طريقة التعامل مع الأمور اليومية والحياتية أو لاختلاف المرحلة العمرية وما يرتبط بها من اهتمامات. دور الآباء في تقوية رابطة الحب اشركي أولادك في كثير من المهام المشتركة ويمكن إعطاء الأخ الكبير مسؤولية الاهتمام بالأخ الأصغر على أن تطلبي من الصغير احترامه واحذري التفريق أو التمييز في المعاملة بين الأبناء حتى ولو في قبلة ولا تقارني بين مزايا الأبناء حتى لا تخلقي الحقد والكراهية بينهم. فضّي الخلاف بين أطفالك واطلبي من المخطئ الاعتذار وعدم تكرار ذلك واسعي لتقوية رابطة التعاون والمشاركة بينهم من خلال اللعب العبي معهم وشاركيهم في الألعاب التي تعزز التواصل بينهم وقومي بتقدير كل ما يقومون به من مشاركات إيجابية مادياً ومعنوياً فالأطفال يكتسبون الحب والتقدير من آبائهم. خصصي وقتاً لكل طفل من أطفالك فلكل منهم مواصفاته ومميزاته الخاصة هلا سويت بينهم اعدلوا بين أولادكم مع مراعاة مشكلة طفل الوسط فهو مُهاجم من الأمام بالأخ الأكبرالذي يأخذ ملابسه ولعبه ومهاجم من الخلف من الأخ الأصغر المستحوذ على الاهتمام... واسقي شجرة الحب بين أبنائك. وضّحي أهمية الأخ لأخيه وأنه الساعد الأيمن له واجعلي من الحوار والتفاهم وسيلة لحل المشكلات.. فالأجواء الملتهبة تزرع وحوشاً ضارية وتجعل الكبير يستضعف الأصغر ولكن لا تتدخلي في كل منازعات أبنائك ما دامت لم تشكل خطراً فهم يتعلمون منها ويفرغون طاقاتهم... ولا تنحازي لأحد ضد الآخر أوتعاقبي المذنب حتى لا تنمي روح الغيظ والانتقام لديه..