جرى يوم الخميس بمخيّم ولاية اسمارة للاّجئين الصحراويين بتندوف تسليم الدفعة الأولى من المساعدات التضامنية الإنسانية الجزائرية للشعب الصحراوي. وقد أشرف على مراسيم الاستلام لهذه المساعدات الإنسانية عن الجانب الصحراوي رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية السيّد محمد عبد العزيز بحضور أعضاء عن الحكومة الصحراوية. وحضر عن الجانب الجزائري كلّ من رئيس اللّجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيّد محرز العماري ورئيسة الاتّحاد الوطني للنّساء الجزائريات السيّدة نورية حفصي ورئيس الهلال الأحمر الجزائري الدكتور الحاج حمّو بن زغير. وتتمثّل هذه المساعدات الإنسانية التي شحنت على متن 38 شاحنة في مواد غذائية أساسية، أغطية، ألبسة وأدوات مدرسية. وقد تمّ جمع هذه المساعدات من قِبل الجمعيات والهيئات والاتحادات الولائية للاتحاد الوطني للنّساء الجزائريات عبر 12 ولاية. وبالمناسبة، اعتبر الرئيس الصحراوي هذه المبادرة التضامنية »امتدادا للمواقف التاريخية التي تميّزت بها الجزائر اتجاه القضية الصحراوية والمستمدّة من مبادئ ثورة أوّل نوفمبر 1954 الخالدة«. وأضاف السيّد محمد عبد العزيز أن الجزائر »وبهذه الإلتفاتة الإنسانية تؤكّد تمسّكها بمواقفها المبدئية إلى جانب قضايا التحرّر في العالم، وبما يضمن الوقوف مع المقتضيات الشرعية الدولية لتصفية الاستعمار وتقرير المصير واحترام الحدود الموروثة عن الاستعمار«. من جهة أخرى، أكّد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أن انتفاضة الزملة التي حدثت في 17 جوان 1970 »أضحت عنوانا للتحوّل الجذري في تاريخ المقاومة الصحراوية«، وأوضح خلال كلمة ألقاها بمخيّم ولاية اسمارة للاّجئين الصحراويين بمناسبة إحياء الذّكرى الأربعين لهذه الإنتفاضة أن »ذلك التحوّل جسّدته الهزّة الجماهيرية الوطنية الصحراوية الشاملة بكلّ مواقع التواجد الصحراوي في وحدة مثّلتها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وإعلان الكفاح المسلّح من أجل التحرير والبناء وتكريس الحقيقة الصحراوية وطنيا وجهويا ودوليا«. وذكّر الرئيس الصحراوي ب »المجازر الرّهيبة التي ارتكبتها القوّات الاستعمارية الاستيطانية في حقّ المدنيين الصحراويين العزّل« و»اختطافها لقائد الانتفاضة الفقيد محمد سيدي إبراهيم بصيري«، مضيفا أن ذلك »لم يكسر إرادة الصحراويين بل زاد من لهيب المقاومة«. وأضاف السيّد محمد عبد العزيز أن انتفاضة الزملة »استطاعت أن تحطّم وإلى الأبد الدعايات والمغالطات والسياسات الاستعمارية المغربية الرّامية إلى تمييع ومسح الشخصية الوطنية الصحراوية«. كما تطرّق الرئيس الصحراوي في كلمته إلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلّة، والمرتكبة من قِبل الحكومة المغربية مطالبا بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، مدينا في نفس الوقت »بعملية الاعتقال الظالمة التي تعرّض لها الدكتور عبّاس الشفاعي«.