يوميات جزائري عواقب الاستهتار وسيم شاب في مُقتبل العُمر بعد تخفيف إجراءات الحجر الصحي والسماح للمُواطنين بالتنقل مع توخي الحذر قرر أن يُناقش رسالة الماستر ويُدخل الفرحة لقلب أُمه المريضة التي طلبت منه مُناقشتها بأسرع وقت حتى تطمئن عليه قبل الرحيل وطبعا ما كان على الإبن إلا تنفيذ رغبة أُمه وجاء اليوم الموعود وناقش وسيم رسالة الماستر في التاريخ بجلسة مُغلقة في قاعة المُحاضرات ضمت أساتذته وفقط وتحصل الشاب على تقدير وشُكر أساتذته الذين أوصوه بطبع المُذكرة والتسجيل في الدُكتوراة لأنه نابغة من نوابغ المعهد. في اليوم التالي أحس وسيم بوجع في الرأس وآلام حادة في كل جسمه مع ارتفاع درجة الحرارة كل هذا دفعه للتوجه إلى أٌقرب مُستشفى للتأكد من خُلوه من الكُورونا لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السُفن وفرحة وسيم لم تدم كثيرا فقد تبين أنه مصاب بالمرض وتم نقله على وجه السُرعة إلى مُستشفى المدينة وبدأت التحقيقات لمعرفة ظروف إنتقال العدوى فقد تبين أن وسيم يوم المُناقشة التقى بأصدقائه وسلم عليهم كلُهم ووقتها لم يكن يضع الكمامة حسب حارس المعهد الذي نصحه بالكف عن التُرهات وأخد الإحتياطات لكن لا حياة لمن تُنادي وسيم فارق الحياة البارحة وتبعته أُمه بعد إصابتها بالعدوى والآن كل عائلته تحت الحجر في المُستشفى ينتظررون ظهور النتائج. فحالة كهذه تُبين وتُوضح بشكل واضح لماذا هي النسب مُرتفعة هاته الأيام فالإستهتار وعدم أخذ الأُمور بجدية هو من جعل رقم الإصابات يرتفع والموتى يزداد فرفع الحجر لا يعني إنتهاء المرض بل يعني الوقاية وأخذ الإحتياطات أكثر لا يعني حُضور أعراس وولائم فنحن أمام فيروس قاتل ومنظومة صحية بامكانيات محدودة لذا وجب الحذر وعدم الإنصياع وراء أهوائنا ونزواتنا فوسيم وأمثاله هم من تسببوا في هذه الكارثة التي نعيشها اليوم فكل شيء يُسترجع إلا الصحة والعافية لذا كنصيحة لشبابنا وكل من لا يِؤمنون بوُجود كُورونا أقول الوقاية خير من العلاج.