قال تقرير صادر عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إن إدمان استعمال المراهقين لمواقع التواصل الاجتماعي اعتمادا كليا للاتصال بأصدقائهم، بأنه من الممكن أن يسبب آثارا جانبية غير صحية لهم مثل الكآبة· ووصف التقرير هذه الظاهرة الجديدة باسم (كآبة فيسبوك)، حيث يقضي الأطفال والمراهقون ساعات منتظمة وطويلة من الوقت على مواقع وشبكات التعارف الاجتماعية، ثم يطورون أعراض الكآبة· وقال أحد الأساتذة المساعدين في دراسات التواصل من جامعة مشيغان، (الظاهرة ليست شائعة، ومعظم الأطفال يستفيدون من هذه المواقع في الحفاظ على روابط الصداقة مع الأصدقاء والأقارب حول العالم)· لكن الاستعمال المفرط لموقع فيسبوك مثلا، بالإضافة إلى مخاطر الإنترنت الأخرى، يمكن أن تسبب عواقب خطيرة، لذا فمن الضروري أن يشارك الأهل في مراقبة وتوعية أطفالهم حول مخاطر المحادثة والتعارف الإلكترونية، فمع زيادة عدد الأطفال الذين ينضمون إلى هذه الشبكات والمواقع للتعارف على أطفال في مثل سنهم، يجب أن يبقي الآباء خطوط الاتصال مع أطفالهم مفتوحة دائما لمعرفة ما يجري في حياتهم الاجتماعية سواء على الإنترنت أو في الحياة العادية· ويقول طبيب نفساني للأطفال، (تصبح العلاقات مع الأصدقاء حرجة في سنوات المراهقة· بينما يسمح موقع فيسبوك للمراهقين بالتعرف والتحدث مع الأصدقاء بدون قيود، ولكن حتى هذا السلوك يمكن أن يتحول إلى حسد)· ويضيف (يصبح الأطفال تنافسيين، فهم يرغبون في أن يكونوا محبوبين ومشهورين بين أقرانهم)· ويسمح الفيسبوك للمراهقين برؤية نجاحات أصدقائهم، بالإضافة إلى عدد صداقات أولئك الأصدقاء، وهو ما يجعل الشعور التنافسي يبدأ بالظهور عند الأطفال عندما يشعرون بأنهم أقل شعبية مما يثير فيهم الحسد والغيرة· ومع ذلك فلا يبدو واضحا من السبب في الكآبة: الفيسبوك أم الأصدقاء الذين يقضون أوقاتا طويلة في المشاركة في هذه المواقع؟ وعليه فمثل أي شيء آخر في الحياة، فإن قضاء وقت أكثر من اللازم على الفيسبوك، أو الإنترنت عموما، يمكن أن يؤدي إلى شيء سيء، فالكآبة والوحدة غالبا ما يرتبطان بالمستخدمين المدمنين للإنترنت الذين يقضون ساعات طويلة على الإنترنت بعيدا عن حياتهم الواقعية· ولأجل كل ما سبق، وحسب الدراسة التي أعدت، يقول المختصون النفسانيون إنه من الطرق الفعالة في منع دخول الأطفال في هذا النوع من الكآبة التأكد بأنهم يهتمون بنشاطات أخرى غير الأنترنت· كما أن انخراط الأطفال في نشاطات مدرسية أو لا منهجية يمكن أن يساعدهم في التخلص من عادة قضاء ساعات طويلة من الوقت على الأنترنت· وأخير ينصح برودي بأن يشعر كل أم وأب بالقلق إذا كان طفلهما يمضي ساعات طويلة لوحده في غرفته أمام شاشة الحاسوب·