تصدر "الجنس" و"الصور الفاضحة"، قائمة المفردات الأكثر بحثا لدى الأطفال في عام 2009، حيث احتلتا المركزين الرابع والخامس بعد مواقع "يوتيوب" و"جوجل" و"فيس بوك" التي حلت في المراكز الأولى والثانية والثالثة على التوالي، وفقاً لإحصاءات شركة "نورتون" التي أصدرت خدمة مجانية تراقب سلوك الأطفال أثناء استخدام الإنترنت شملت قرابة 14 . 6 مليون طفل ورصدت شركة "نورتون"، في الفترة ما بين شهري فبراير وديسمبر، ظهور مفردات متعلقة بالجنس على رأس القائمة. ويأتي غياب التواصل بين الآباء وأبنائهم بشأن المحتويات، التي ربما يكون من غير اللائق اطلاعهم عليها. * كما شكل هذا التقرير صدمة عنيفة عند المختصين الذين حذروا من هذه الظاهرة التي تعمل على تدمير القيم والأخلاق لدى جيل الغد. وأضافت الشركة، أنه بينما تعد مواقع "يوتيوب" و"جوجل" و"فيس بوك" ممتعة ومفيدة، فإن على الآباء الجلوس مع أطفالهم والتحدث عما يليق وما لا يليق البحث عنه، عند مشاهدة مقاطع الفيديو على الإنترنت أو البحث عن المعلومات أو حتى التفاعل مع مواقع التواصل الاجتماعي . * * 40 بالمائة من أطفال العاصمة تصفحوا المواقع الجنسية * ما يزيد عن 60 بالمائة من أطفال العاصمة يستعملون الانترنت، 40 بالمائة منهم تصفحوا المواقع الجنسية بمختلف أشكالها دون أي رقيب، هذا ما كشف عنه البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مؤكدا أن المواقع الإباحية تعمل على غسيل مخ أطفالنا وتوجّههم بطريقة رهيبة نحو الرذيلة والانحراف. وشمل التحقيق 141 طفل من المستوى الابتدائي و564 من المستوى المتوسطي و270 من المستوى الثانوي من مناطق مختلفة في العاصمة، على غرار باب الزوار وبرج الكيفان والرغاية والمحمدية والحراش والحميز. وخلص التحقيق أن 54 بالمائة من أطفال الابتدائي و79 بالمائة أطفال الإكماليات و80 بالمائة من الثانويين يشاهدون الانترنت دون أي رقابة من الأولياء. كما كشف التحقيق، أن 43 بالمائة من أطفال الابتدائي و75 بالمائة من المستوى المتوسطي و80 بالمائة من الثانويين يقصدون الانترنت بإذن من الأولياء ويجلسون إلى ساعات متأخرة من الليل، خاصة في العطل والمناسبات. * وعن الصور الإباحية التي تعرض لها الأطفال عن طريق الانترنت، أكد 20 بالمائة من تلاميذ الابتدائي و56 بالمائة من مستوى المتوسط و47 من الثانويين تعرضوا لصور جنسية مفاجأة، شكلت عندهم فضولا كبيرا في اقتفاء أثار هذه الصور التي اقتادتهم إلى العديد من المواقع الإباحية السامة التي ركبت صدمت كبيرة لدى الكثير من الأطفال خاصة الصغار منهم . * * الأطفال من البحوث وألعاب الفيديو إلى المواقع الإباحية * أكد بعض أصحاب مقاهي الانترنت والأولياء، أن الأطفال يستعملون الانترنت لأول مرة من أجل الاستمتاع بمختلف الألعاب، لكن سرعان ما يكتشفون فيها انحرافات بطريقة كاريكاتورية قد تمهد لهم الفضول لاقتحام مواقع إباحية التي يعتبرونها اكتشافا يسهل لهم الإبحار في عالم طالما اعتبر طابوها يمنع التحدث فيه . * وعن هذا الموضوع تقول إحدى الأمهات: كنت حريصة على منع أبنائي ارتياد قاعات الانترنت لكنهم كانوا يتحججون بالذهاب للقيام ببحوث طلبها منهم الأساتذة وفي أوقات الفراغ يريدون اللعب، مما دفعني للسماح لهم لأوقات محددة، فكانوا يأتون من المدرسة يحملون عناوين جديدة لمواقع مختلفة يدخلونها بسهولة، حتى ذهبت في يوم من الأيام لإحدى القاعات التي كانوا يرتادونها، لأكتشف فجأة تصفّحهم لموقع غنائي فاضح، فلما طلبت منهم توضيحا، قالوا: "لسنا نحن من دخلنا لهذا الموقع بل وجدناه مفتوحا عند جلوسنا، فالشاب الذي كان قبلنا هو من تصفحه.."، فاكتشفت بعد ذلك تضيف الأم أن احتكاكهم بأصدقائهم الأكبر منهم سنّا هو ما دفعهم لاقتحام هذه المواقع، فقررت بعد ذلك منع أطفالي ولوج قاعات الانترنت نهائيا .