فيضانات هائلة تمسح قرى كاملة كارثة كبرى على ضفاف النيل تتواصل أزمة الفيضانات التي يواجهها السودان تتفاقم إذ خرج النيل الأزرق عند ولاية سنار عن السيطرة ومسح قرى بالكامل وغمر أحياء واسعة من مدينة سنجة التي تبعد نحو 250 كيلومترا عن الحدود السودانية الإثيوبية يأتي هذا فيما يتزايد الخطر على الخرطوم ومناطق أخرى حيث ارتفع منسوب النيل في محطة الخرطوم إلى 17.58 مترا وهو أعلى مستوى له على الإطلاق. ق.د/وكالات قال مسؤول في وزارة الري السودانية إن فيضانات هذا العام الاستثنائية تؤكد ضرورة الإصرار على وجود اتفاقية تنسيق ملزمة بشأن سد النهضة الإثيوبي لضمان تبادل البيانات التشغيلية اللازمة لسلامة تصرفات خزان الروصيرص السوداني القريب من الحدود الإثيوبية. وقال والي سنار سليمان الماحي إن آلاف الأسر أصبحت بلا مأوى فيما تستمر جهود كبيرة لإنقاذ السكان القاطنين قرب مجرى النهر في عدد من مناطق الولاية. وأشار الماحي إلى أن الأمر أصبح أكبر بكثير من قدرة السلطات المحلية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان هناك . وحول سبب الارتفاع الكبير الحالي في منسوب النيل الأزرق أوضح مدير إدارة المياه بوزارة الري السودانية عبد الرحمن صغيرون أن الأمر يتعلق بسقوط أمطار كثيفة واستثنائية في منطقة الهضبة الإثيوبية مشيرا إلى أن الوضع أصبح حرجا للغاية في ظل استقرار مناسيب نهر النيل عند أعلى مستوى منذ أكثر من 100 عام. وفي ذات السياق أكد مدير إدارة الخزانات في الوزارة أحمد الصديق اتخاذ إجراءات سريعة لكسر حدة الفيضانات لكنه نبه إلى أنه لا يمكن حجز أو تمرير مياه خزاني سنار والروصيرص دون الالتزام بالقواعد الفنية اللازمة. وشهدت العديد من مناطق السودان فيضانات كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية مما زاد من الخسائر المادية والبشرية لموجة الفيضانات الحالية التي بدأت نهاية جويلية ووفقا لإحصاءات صادرة عن المجلس القومي للدفاع المدني فقد وصل عدد الضحايا حتى الآن إلى أكثر من 90 قتيلا فيما تعرض قرابة ال 20 ألف منزل للدمار الكامل و34 ألفا لانهيار جزئي حيث غمرت المياه قرى بكاملها في مناطق بشرق الخرطوم. وفي ظل الارتفاع غير المسبوق لمنسوب النيلين الأزرق والأبيض أصبحت معظم المناطق القريبة من النهرين تحت تهديد الفيضانات. وتحاول قوات الدفاع المدني مسنودة بمئات المتطوعين من السكان وضع المتاريس للحد من الخسائر في وقت تشهد فيه العاصمة السودانية ومدن البلاد الأخرى تدهورا كبيرا في الخدمات والبنى التحتية والمعينات الصحية اللازمة للتعامل مع مثل هذه الحالات.