عملية الإفراج عن قوائم المستفيدين من السكنات الاجتماعية وغيرها صاحبتها في الأيّام الأخيرة العديد من الاحتجاجات التي تحوّل بعضها إلى أعمال شغب ومحاولات انتحار وتخريب، وهي كلّها سلوكات مرفوضة تماما، فمن غير المعقول أن تأخذ الاحتجاجات طابعا عنيفا مهما كانت الأسباب· وإذا كانت الاحتجاجات السلمية أمرا مشروعا تكفله القوانين، شريطة ألاّ تتحوّل إلى أعمال عنف وتخريب، فإن المواطنين عبر مختلف ربوع التراب الوطني مطالبون بالتحلّي بالصبر وعدم الاندفاع نحو التهور والغضب الذي كثيرا ما تكون عواقبه وخيمة على الفرد والمجتمع· وربما شهدت عملية توزيع السكنات في بعض بلديات الوطن بعض التجاوزات، لكن الأصداء التي وصلتنا من غالبية البلديات تشير إلى السكنات هذه المرّة ذهبت إلى مستحقّيها فعلا، لذلك فقد كانت احتفالات العائلات المحظوظة بحصولها على سكن بعد سنوات طويلة من المعاناة كبيرة جدّا· ومن الطبيعي أن يحتجّ البعض ممّن يعتقدون أنفسهم أكثر حاجة إلى السكن من بعض المستفيدين، لكن الأكيد أن حصول جميع المحتاجين على السكن دفعة واحدة أمر مستحيل، فالطلب أكبر من العرض بكثير، وأزمة السكن الخانقة هي نتاج تراكمات عقّدت الأزمة تدريجيا، وحلّ هذه الأزمة لا يتمّ بين عشية وضحاها، بل يحدث تدريجيا، ومن لم يحالفه الحظّ هذه المرّة في الحصول على سكن عليه بالصبر ومن المرجّح أن يحصل على سكن قبل 2014 أو ربما قبل نهاية السنة الجارية، فالبرامج السكنية كثيرة والمشاريع التي تقام هنا وهناك للتخفيف من أزمة السكن من شأنها أن تنهي معاناة ملايين الجزائريين مع السكن خلال بضع سنوات، فقط ينبغي تعاون الجميع وجدّية المسؤولين وصبر المحتاجين، وكما يقول المثل الشعبي (بالرزانة يتباع الصوف)·