بعد أن سقطت الفواكه من برجها العاجي مع ارتفاع درجات الحرارة، اصطدم المواطنون بارتفاع الخضر مرة أخرى في هذه الأيام على حساب الفواكه، ولم يعد بمقدورهم إلا اقتناء البطاطا والبصل، وهما النوعان اللذان احتفظا بأسعار معقولة كانت في متناول الجميع عبر الأسواق إلى جانب الفواكه الموسمية بكل أنواعها التي اقبل عليها الجزائريون في هذه الأيام كون أن الفرصة لا تعوض للاستمتاع بأذواقها وكذا اكتساب الطاقة من بعض الأنواع وتعويض غياب بعض أنواع الخضر حتى الموسمية منها كالباذنجان والطماطم والفاصولياء الخضراء والفلفل بنوعيه. خباجة نسيمة شهدت الأسعار في هذه الآونة بالذات التي تسبق حلول رمضان المعظم ارتفاعا صاروخيا لاسيما وان أغلب الجزائريين يتفادون استهلاك الحبوب بالنظر إلى حرارة الطقس، وكانت وجهة بعضهم المعجنات وبعض أنواع المعكرونة خاصة وان الأسعار حرمتهم من متعة قلي بعض الخضر الموسمية كالباذنجان الذي لم ينزل عن 80 دينارا والكوسة 60 دينارا، ناهيك عن الفلفل بنوعية الذي لم ينزل عن 70 دينارا إلى غيرها من الخضر الأخرى كالفاصولياء الخضراء التي استقرت على سعر 50 و60 دينارا إضافة إلى الطماطم التي عرفت انفراجاً في أزمتها إلا أنها لم تدم طويلا وعادت بعد وقت قصير لترتفع إلى حدود 70 دينارا وتداولت ب50 دينارا ببعض المقاطعات كحد أدنى، ولم يعد يقتصر إقبال المستهلكين سوى على البطاطا التي حافظت على سعر 25 و30 دينارا وكذلك البصل الذي انخفض إلى 17 و20 دينارا. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم في الموضوع عبر بعض الأسواق الشعبية فأعرب الكل عن استيائهم من الالتهاب الذي تشهده الأسعار في هذه الآونة لاسيما أسعار الخضر الموسمية التي كانت تنخفض إلى أسعار معقولة، ولم تعرف ذلك ونحن في أوج الصيف. السيد إسماعيل قال "لو كنا في الشتاء لتقبلنا هذه الأسعار لكننا في أوج الصيف ولم تعرف بعض الخضر الموسمية استقرارا في أسعارها، وبقت محافظة على نفس الأسعار كالفلفل بنوعيه الذي لم ينزل عن 70 و80 دينارا، وفي وقت مضى كان ينزل في نفس الآونة إلى 25 دينارا، أما الطماطم فحدث ولا حرج تلك التي وصلت في ظل الندرة إلى 130 دينارا ثم نزلت بعد انفراج الأزمة إلى 25 دينارا لنصطدم بارتفاعها إلى 50 و70 دينارا، ليضيف أن أسعار الفواكه ارحم في هذه الفترة إلا انه من غير الممكن استبدال الخضر بالفواكه، فكلا النوعين من المواد الاستهلاكية له وظيفته في الحياة اليومية. أما السيدة كلثوم فقالت "ليس باليد حيلة ونجبر على اقتنائها على تلك الأسعار فماذا نأكل؟ لو امتنعنا عن شرائها فلا أكل، الحبوب والمعجنات لا تتلاءم مع حرارة الموسم الذي يتطلب أكلات خفيفة متنوعة الخضر، ونعتمد عادة على القلي وكذا بعض أنواع السلاطة، فمن له إمكانيات يذهب باتجاه الأسواق التي تُعرف بمعقولية أسعارها كسوق باش جراح مثلا أما من ليست له إمكانيات فينصاع للأمر الواقع"، لكنها تساءلت في نفس الوقت هل هؤلاء يتعاملون مع تجار خصوصيين بهم في سوق الجملة؟ وإلا كيف يُفسّر اختلاف الأسعار بين تجار التجزئة من منطقة لأخرى، ومنه نستنتج أن جشع تجار التجزئة هو من يضع دوما المستهلك في مصائب التهاب الأسعار ومنه اختلال ميزانية الأسرة. وأعرب جل من تحدثنا إليهم عن استيائهم من ارتفاع الأسعار حتى قبل رمضان فما بال الجميع بعد حلول الشهر المبارك، وطالبوا بضرورة فرض رقابة على تجار التجزئة الذين أرهقوا جيوب المواطنين بتلك الأسعار الملتهبة التي عرفتها حتى الخضر الموسمية على الرغم من وفرتها.