رغم حملات التوعية والتحسيس القاتل الصامت يواصل حصد أرواح الجزائريين تزداد خلال موسم الشتاء حوادث الاختناق بالغاز أو القاتل الصامت بحيث تتعدد الأسباب والمأساة واحدة فمن الأجهزة المقلدة إلى انعدام التهوية والصيانة وهي كلها أسباب أدت إلى كوارث وخلفت موت العشرات في حوادث متفرقة ولقيت عائلات بأكملها مصرعها جراء حوادث الاختناق بالغاز يحدث هذا رغم التكثيف من حملات التوعية والتحسيس التي تطلقها مصالح الحماية المدنية سنوياً. نسيمة خباجة تتكرر المآسي الناجمة عن الاختناق بالغاز سنويا وبلغة الأرقام سجلت مصالح الحماية المدنية خلال 2019 إنقاذ وإسعاف 3178 شخص مختنقين من بينهم 2342 بغاز أحادي أكسيد الكربون وكذا تسجيل وفاة 173 شخص من بينها 145 بغاز أحادي الكربون . أما خلال 8 أشهر من سنة 2020 سجلت الحماية المدنية 1157 تدخل سمح بإنقاذ وإسعاف 2047 شخص من بينهم 1139 مختنقين بغاز أحادي أكسيد الكربون ووفاة 68 شخصا مختنقين بمختلف الغازات منهم 58 حالة وفاة متسممين بغاز أحادي أكسيد الكربون . وتؤكد مصالح الحماية المدنية أن مثل هذه الحوادث ليست وليدة الصدفة فمعظم حالات الوفيات الناجمة عن الاختناق بالغازات هي ناتجة عن خلل في الوقاية من حيث تطبيق شروط السلامة والأمن وبصفة عامة تكمن هذه الأخطاء بشكل أساسي في عدم وجود أو غياب عملية تهوية صحيحة ودائمة داخل المنازل كما هي نتيجة لسوء تركيب واستغلال هذه الأجهزة من قبل أشخاص غير مؤهلين. هلاك أربعة أشخاص بتيارت جراء الاختناق بالغاز أعلنت مصالح الحماية المدنية لولاية تيارت أوائل شهر جانفي عن هلاك أربعة أشخاص وأصابة 13 آخرون جراء الاختناق بالغاز في ثلاثة حوادث متفرقة سجلت بولاية تيارت في ظرف أقل من 24ساعة وأوضح بيان للمديرية أن أعوان الحماية المدنية تدخلوا لنقل أربع جثث لأشخاص من عائلة واحدة هلكوا بسبب اختناقهم بالغاز المحروق المنبعث من مدفأة بشقة بحي الزمالة ببلدية تيارت إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى يوسف دامرجي. كما تم إنقاذ شخصين آخرين في نفس الفترة بحي 248 مسكن بذات المدينة حيث كانا يعانيان من أعراض بداية الاختناق جراء استنشاقهم للغاز المحروق المنبعث من مدفأة. ومن جهة أخرى تدخلت مصالح الحماية المدنية لإنقاذ 11 شخصا من نفس العائلة كانت لديهم أعراض بداية اختناق جراء استنشاقهم للغاز المحروق المنبعث من مسخن الحمام بمنزل بعاصمة الولاية حيث قدمت لهم الإسعافات الضرورية بعين المكان وتم إجلائهم إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى يوسف دمرجي لتيارت. هلاك امرأتين بمعسكر اختناقا بالغاز لقيت خلال الشهر الجاري امرأتان تبلغان من العمر 86 و88 سنة حتفهما اختناقا بغاز أحادي أكسيد الكربون ببلدية عقاز (معسكر) حسب ما علم لدى مصالح الحماية المدنية للولاية. وحسب نفس المصالح فقد عثر عناصر الحماية المدنية يوم الفاجعة على جثثي الضحيتين بمسكن يقع بقرية أهل ونان التابعة لبلدية عقاز وبينت الاستنتاجات الأولية لعناصر الحماية المدنية أن سبب الوفاة يرجع إلى الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من موقد تقليدي الذي كانت الضحيتان تستعملانه للتدفئة. وتم نقل جثثي الضحيتين نحو مصلحة حفظ الجثث بمستشفى مدينة سيق بينما فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا في ملابسات الحادث حملات تحسيسية أطلقت المديرية العامة للحماية المدنية منذ شهر أكتوبر الفارط حملة وطنية تحسيسية حول أخطار الاختناقات بالغاز تحت شعار معا من أجل شتاء دافئ وآمن بهدف رفع درجة الوعي لدى المواطنين. وتم إعداد برنامج ثري لهذه الحملة يتضمن تنظيم أبواب مفتوحة على مستوى وحدات الحماية المدنية قوافل وقائية محلية عبر مختلف البلديات القرى والمداشر في إطار الإعلام الجواري وتنظيم حصص إذاعية وتلفزيونية بالإضافة إلى بث ومضات تحسيسية عبر مختلف وسائل الإعلام بهدف نشر رسائل وقائية ورفع درجة الوعي لدى المواطنين حول هذا الخطر والحرص على استيعاب السلوك الإيجابي الواجب القيام به من أجل الحفاظ على حياتهم وتفادي الأضرار التي يمكن أن تحدث من جراء الاختناقات. والحملة نظمت بالتنسيق مع مختلف القطاعات المعنية على غرار مديريات الصحة مديريات التجارة مديريات التربية الوطنية مديريات الشؤون الدينية مصالح سونلغاز نفطال والمجتمع المدني وذلك لرفع الحس التوعوي ولتفادي هذه الحوادث أو التقليل من ووطأتها والآثار الناجمة عنها. كما دعت المديرية كافة المواطنين والجمعيات للمشاركة في هذا البرنامج التحسيسي من خلال الاقتراب من مصالحها المنتشرة عبر التراب الوطني مبرزة أن هذه الحملة تندرج في إطار تنفيذ برنامج الوقاية والتحسيس من مختلف الأخطار المسطر من طرف المديرية العامة للحماية المدنية لا سيما المتعلق بأخطار حوادث الاختناق بالغاز بحيث أن معظم حوادث التسمم بالغازات المحترقة وغيرها تتسبب سنويا في وقوع ضحايا وكوارث بشرية تسجلها مصالح الحماية المدنية. المطلوب تفعيل إجراءات الوقاية إيقاف الكوارث الناجمة عن الاختناقات بالغاز مرهون باحترام تدابير الوقاية والحذر فالغاز على الرغم من ايجابياته في تحقيق الدفء ومقاومة البرد الا انه قد ينقلب سلبا في حين غفلة وتتحول ليالي الدفء والأمان إلى مآسي. في نفس السياق أكّد أطباء ومختصون على أهمية تكثيف الإجراءات الوقائية لإيقاف زحف القاتل الصامت في ظلّ تزايد حالات الاختناق بغاز أحادي أوكسيد الكربون على المواطنين ودعا الخبراء إلى عدم إهمال تدابير الوقاية البسيطة واحترامها بشكل فعلي لتفادي الخسائر البشرية. وفي هذا الصدد يؤكد رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك الدكتور محمد يوسفي في تصريح سابق بأنّ الحل الوحيد هو الوقاية لانعدام أي أعراض قبل وقوع الاختناق خاصة أثناء النوم من جهته أبرز المكلف بالاتصال على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية النقيب مراد يوسفي أنّ الإجراءات الواجب اتخاذها لتفادي الاختناقات تنطلق من عدم سد فتحات التهوية لضمان سريان الهواء داخل المنازل والقيام بفتح النوافذ مرتين في اليوم لمدة لا تقل عن 10 دقائق بالإضافة إلي ضرورة استعمال الجهاز الكاشف لغازات أحادي أوكسيد الكربون ويبقى التقيّد بالإجراءات الوقائية أمرًا ضروريًا لتفادي وقوع الكارثة.