عادت الروح للجسد وعمت الفرحة ربوع الوطن يوم أن أعلن بعد استفتاء تقرير المصير استقلال الجزائر وانفصالها وإلى الأبد عن المجرمة فرنسا التي خاض معها الثوار الأحرار في الوهاد والجبال قتالا مريرا دفع خلاله وطيلة أكثر من سبع سنوات أزيد من مليون ونصف المليون شهيد فداء للجزائر وشعبها الأبي الذي لم ولن يرضى بالذل والهوان مهما كانت التضحيات، وكذلك صمم وكان الذي كان ولكن كل شيء يهون أمام قدسية الوطن··؟ قرابة نصف قرن من الزمن مضى منذ أن استرجعت الجزائر استقلالها وحرية شعبها، حيث دخلت بعدها القيادة السياسية وإن كانت هناك مطبات في بداية الاستقلال، في بناء دولة هدفها خدمة الشعب الذي حرم طيلة أكثر من قرن ونصف قرن من جميع الحقوق، حيث استولى المعمرون من فرنسيين وغيرهم من الأوروبيين على كل خيرات الجزائر، وصنف أبناء الوطن الشرعيين في أسفل درجة السلم الاجتماعي، فلا سكن ولا تعليم ولا عمل، جعلوا منهم عبيدا يعملون طيلة اليوم في أشق الأعمال لفائدة الفرنسي الذي لم يتخلصوا من ذله وجبروته إلا بقيام الثورة المباركة التي أطاحت بكل ظالم وجبار في أرض الوطن التي تحولت تحت أقدامهم بفضل ضربات المجاهدين إلى جهنم لا تبقي ولا تذر منهم أحدا، إلى حين خروجهم مطأطئي الرؤوس أذلاء يجرون أذيال الخيبة وما اقترفوه من جرم في حق الشعب الجزائري، الذي كان يظن مثل هؤلاء الدخلاء أنه قد بدل وطنيته وهويته وأصبح طائعا مستسلما للدولة الفرنسية، ولكن هيهات فمثل أحفاد طارق والأمير ولالا نسومر لا يمكن أن يخضع أو يستسلم أبدا للعدو الغاصب حتى ولو بقي جزائري واحدا··؟ الحمد لله فها نحن اليوم قد استرجعنا سيادتنا وننعم في ظل قيادة وطنية في خيرات الجزائر يسودنا الأمن ويظلنا السلم، والكل قد مسته خيرات هذا الوطن، إن لم تكن كثيرة فهي قليلة، وإنّ الآتي منها قد يكون أكبر وأكثر، وما رسمته القيادة السياسية الوطنية للبلاد من خلال الخطة الرئاسية التنموية الخماسية سيكون للجزائر وجه آخر ستنعكس إيجابيا على كل الشعب الجزائري، فالله يحفظ الوطن وقيادة الوطن، وكل عام والوطن في أفراح··