م· ب تعيش بعض أحياء المدنية، بالعاصمة، على غرار حي ديار الشمس وحي ديار المحصول غليانا في هذه الأيام، سببه ملل السكان من الوعود التي لم تر النور ولم تتجسد على أرض الواقع، وتنذر تلك الوضعية باشتعال نار الفتنة مرة أخرى بتلك الأحياء لاسيما حي ديار الشمس بالمدنية الذي ملّ سكانه من الوعود المتهاطلة عليهم· فبعد الدفعة الأولى من توزيع السكنات والتي مرّ عليها أكثر من عام والتي كانت في شهر مارس من السنة الماضية وكانت بعد انتفاضة شهدها الحي ذيعت أخبارها عبر الفضائيات الإخبارية تلتها الدفعة الثانية في شهر ديسمبر الفارط لتنتظر 540 عائلة دورها في الدفعة الثالثة التي حدد تاريخها في هذا الصيف بعد انتهاء العام الدراسي، وبعد خضوع السكان المتبقون إلى عملية إحصاء أولى، وعملية إحصاء ثانية تمت مؤخرا لينزل خبر تأجيل الرحيل إلى ما بعد رمضان كالصاعقة على سكان الحي وهم الذين كانوا يظنون أنهم سوف يستفيدون هم الأولين من انطلاق أولى عمليات توزيع الحصة السكنية الثالثة في العاصمة التي لم تر النور بعد· ويتساءل الجميع عن مدى التماطل الحاصل في الوقت الذي تقبع فيه العائلات بقبور لا تشبه السكنات في شيء· والأسوأ من ذلك أن أغلب العائلات راحت إلى تهيئة نفسها على مستوى الحي وراحت تحزم أغراضها بحاويات كارتونية بل هناك من راح إلى التخلص من أثاثه القديم بغية استبداله في البيت الجديد، وكانت أجواء الفرحة تشمل كامل الحي بعد أن تأكد السكان من رحيلهم مثلهم مثل بقية أقرانهم حتى اصطدموا بآخر خبر مفاده تأجيل ترحيلهم إلى ما بعد رمضان وهم الذين كانوا يحنون إلى اجتياز رمضان في البيت الجديد· اقتربنا من بعض السكان لرصد آرائهم فوجدنا أن أغلبهم تذمّروا من الخبر الأخير الذي سقط على مسامعهم كالصاعقة حتى أن هناك من هددوا بالخروج مرة أخرى إلى الشارع وإحداث الفوضى مادامت هي السبيل الوحيد من أجل الاستجابة إلى المطالب في الوقت الحالي على حسب قولهم· منهم أحد المواطنين الذي قال إنه أفرغ بيته وجمع جل أغراضه المنزلية في حاويات وصارت بيته شبه مهجورة فكيف له أن يجتاز رمضان في تلك الظروف؟ كما أن بعد رمضان سوف يكون الدخول المدرسي، فكيف لهؤلاء الأبناء أن يستأنفوا دراستهم؟ ليختم بالقول أن التماطل في المواعيد يجعل الكثير من الشكوك تحوم من حول السكان الذين حتم عليهم القدر والتماطل الصادر من المسؤولين في توزيع السكنات، المكوث بتلك الأقفاص التي زادها التأهب إلى الرحيل ضيقا واختناقا بسبب انتشار الحاويات في كل بقعة من المنزل حتى هناك من راح إلى التخلص من أثاثه فوجد نفسه فوق البلاط، فإلى متى يبقى هذا التلاعب بمشاعر المواطنين رغم أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد أمر بالتعجيل في توزيع السكنات اليوم قبل الغد، ولا يتذرع العمال بفترة الصيف كون أن خدمة الصالح العام تسبق المصالح الشخصية ولا يعقل أن يتخبط المواطنون في الضيق الخانق والمشاكل الاجتماعية الناجمة عنه ليذهب المسؤول لقضاء عطلته والترويح عن نفسه فوجب إيجاد الحل كون أن الوضعية تنذر بعواقب خطيرة سوف يتحمل نتائجها الكل· وقد هدد بعض الشبان بحي ديار الشمس بالخروج إلى الشارع مرة أخرى أول أمس من أجل قطع الطريق وإيصال صوتهم إلى السلطات العليا بالبلاد على رأسهم فخامة رئيس الجمهورية من أجل وضع حد لتلك التلاعبات والأفعال غير المسؤولة التي تضع السكان على صفيح ساخن· من جهة أخرى، عرف حي ديار المحصول بالمدنية ليلة أول أمس حالة غليان واستنكار بسبب مشكل السكن دوما إلى حد منع الاحتفالية التي تقام سنويا على مستوى مقام الشهيد وهو النصب التذكاري المحاذي لحي ديار المحصول بحيث خرج مجموعة من الشبان وهم مدججين بالسيوف والخناجر واشتبكوا مع عناصر الأمن الأمر الذي أدى إلى إلغاء الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال والشباب خوفا من انفلات الأمور بحيث أجلت إلى السابع من شهر جويلية حسب ما تداول من أخبار سيما وأن حي ديار المحصول لا تقل معاناة سكانه عن سكان ديار الشمس، وتم وعدهم بالنظر إلى مأساتهم وأخذها بعين الاعتبار بعد الفراغ من استكمال العملية الثالثة والأخيرة من ترحيل سكان حي ديار الشمس، ومن شأن تأجيل عملية ترحيل ذات الحي أن تنقلب عليهم بالسلب، وتؤدي إلى تأجيل عملية ترحيلهم هم الآخرين· وبذلك تعيش مقاطعة المدنية بكامل أحيائها فتنة من نوع خاص ألا وهي فتنة السكن التي تنبئ بإفرازات خطيرة لو لم تتخذ حلول في أقرب الآجال·