دأبت المرأة الجزائرية منذ سنوات على تحين فرصة الصيف المقترنة بانخفاض أسعار بعض الفواكه لاقتنائها خصيصا لتحضير بعض أنواع المربيات المنزلية الطازجة، خاصة وأن فصل الصيف هو مرتبط بجني الكثير من الفواكه الموسمية كالمشمش والفراولة والتفاح إلى غيرها من الفواكه التي توفرها الأسواق بكثرة في هذه الأيام بأسعار تراها النسوة أنها معقولة، مما يعطيهن الفرصة لصناعة شتى أنواع المربيات، والتي عادة ما يستعملنها خلال رمضان الذي هو على الأبواب ويستعملنها حتى في صنع حلويات عيد الفطر المبارك التي عادة ما تحتاج صناعة بعض أنواعها إلى المربى في تجميل شكلها. وما ساعدهن على ذلك هو توفر الفواكه الموسمية التي تكثر أنواعها في فصل الصيف بأثمان زهيدة، مما أدى إلى تهافتهن على جلبها على غرار الفراولة المشمش، المشيمشة، الإجاص، التفاح، فتفننت المرأة الجزائرية في صناعة شتى أنواع المربى، ولم تعد تعتمد على المربى المصنع الذي ترى أنه يحمل العديد من المخاطر بالنظر إلى المواد الحافظة والكيميائية التي تملأه من كل جانب، ناهيك عن رائحة الصدأ المنبعثة من علبه الحديدية، لذلك ابتعدت معظم النسوة على جلبه ورأين أن المربى المنزلي الطازج هو أحسن منه بكثير لا من حيث النكهة ولا من حيث صحيته وخلوه من أي مواد حافظة. وقد توفرت الفواكه في الأسواق الشعبية بكثرة في هذه الأيام ونزلت أسعارها نوعا ما مما كانت عليه في السابق، فالفراولة نزلت إلى حدود 70 دينارا، والمشمش إلى 80 دينارا، والمشيمشة إلى 70 دينارا، والتفاح الموسمي إلى 50 دينارا مما منح الفرصة لجل النسوة من أجل إثبات مهارتهن في صنع المربيات المنزلية وتنويعها على حسب أذواقهن، ومن ثمة حفظها في المبردات واستعمالها وقت الحاجة إليها فالفرصة لا تعوض، وستشهد الفاكهة ارتفاعا لا محالة مع مرور الأيام لاسيما مع العد التنازلي لشهر رمضان المعظم الذي يتهافت فيه التجار إلى رفع أسعار الخضر والفواكه على حد سواء. وأصبح صنع المربيات المنزلية عادة تلتزم بها أغلبية النسوة ليس الماكثات في البيت فحسب بل حتى العاملات كونهن يرين أن المربى المنزلي هو أكثر ضمانا للصحة على خلاف المربيات المصنعة، وعن هذا قالت فيروز، امرأة عاملة، إنها كل سنة ومع افتتاح موسم الصيف وتوفر شتى أنواع الفواكه الموسمية، تدأب على اقتناء كميات معتبرة من بعض أنواعها وتخصصها لصناعة المربى المنزلي، والتي ترى أنه يحمل طعما لا يضاهيه طعم آخر وهو أحسن بكثير من المربيات المعلبة المتوفرة في السوق، وقالت إنها حملت تلك العادة عن أمها التي كانت ماهرة في تحضير شتى أنواع المربيات المنزلية، وأضافت أنه تزامنا مع شهر رمضان المعظم فهي تعكف على صناعة كميات متزايدة لاستعمالها خلال الشهر الكريم، وكذا في عيد الفطر المبارك ذلك ما سيغنيها عن شراء المربى المعلب ومن ثمة إنقاص التكاليف الزائدة لترشيد ميزانية الأسرة بالنظر إلى ما تحتاجه تلك الفترة من مصاريف متعددة تزامنا مع شهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك، وقالت إنها ستحضر مربى المشمش وكذا الفراولة اللذين تعشقهما كثيرا وكذلك أسرتها. جل من تحدثنا إليهن وجدناهن يملن كثيرا إلى صناعة المربيات في المنزل ويرين أن ذوقها أحسن بكثير، ناهيك عن ضمان صحيتها وصفائها على خلاف المربيات المصنعة المملوءة بالمواد الحافظة، ويرى أخصائيون أن القيمة الغذائية للمواد المعلبة على اختلاف أنواعها أقل بكثير من القيمة الغذائية للمواد الطازجة المضمونة صحياً.