يشارك أزيد من 7 آلاف متطوّع في صفوف الهلال الأحمر الجزائري على المستوى الوطني بداية من يوم أمس الاثنين (أوّل أيّام الشهر الكريم) في العملية التضامنية الخاصّة بهذا الشهر، لا سيّما ما تعلّق بالعمل في مطاعم الرّحمة وتوزيع القفف على العائلات المعوّزة، وهي العملية التي تشمل نحو مليون ونصف المليون عائلة محتاجة بدا الهلال الأحمر حريصا على كرامتها· وذكر الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري لحسن بوشاقور في تصريح أن توزيع قفّة رمضان تتمّ مباشرة في بيوت العائلات أو على مستوى مقرّات الهلال الأحمر عبر التراب الوطني، مع مراعاة الحفاظ على كرامة المواطن· وقال بوشاقور في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إن هذه العملية تتمّ بالتنسيق مع السلطات العمومية والبلديات ومديريات النّشاط الاجتماعي، مشيرا إلى أن الهلال الأحمر الجزائري المتواجد على مستوى 48 ولاية يضمّ لجانا تتفرّع بدورها إلى لجان دوائر ولجان محلّية· وبشأن أماكن إطعام المعوّزين وعابري السبيل أوضح بوشاقور أنه (لا يمكن إعطاء رقم محدّد للمطاعم لأن فتحها يتمّ تدريجيا، خاصّة خلال الأيّام الأولى من هذا الشهر)، غير أنه أكّد أن المطعم الواحد يقدّم بين 100 و150 وجبة يوميا· وبعد أن ذكّر بأن العام المنصرم (عرف فتح 243 مطعم)، أبرز الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري أن الموافقة على فتح مطاعم الرّحمة تخضع لشروط دقيقة تخصّ النظافة والصحّة· من جهة أخرى، أوضح ذات المسؤول أن العملية التضامنية للهلال الأحمر الجزائري لا تقتصر على الإطعام وتوزيع قفّة رمضان، بل تتعدّاها إلى تنظيم عمليات ختان للأطفال المعوّزين في منتصف هذا الشهر الفضيل وفي ليلة القدر، إلى جانب برامج خاصّة بزيارة المرضى في المستشفيات، سيّما خلال أيّام عيد الفطر· ومن المعلوم أن ما يقارب ال 5·1 مليون عائلة محتاجة تستفيد من قفّة رمضان في إطار الإجراءات الخاصّة بالعملية التضامنية بمناسبة حلول الشهر الفضيل· ويصل العدد الإجمالي من المستفيدين من هذه العملية حسب وزارة التضامن الوطني والأسرة إلى مليون و435.304 عائلة محتاجة، من بينها 384.162 عائلة متعدّدة الأفراد والأكثر احتياجا تستفيد هذه السنة من قفّتين عوض واحدة· كما تشمل العملية التضامنية -يضيف ذات المصدر- 156.024 شخص من فئة ذوي الإحتياجات الخاصّة· وتشهد قفّة رمضان لهذه السنة تحسينات مقارنة بالسنوات المنصرمة في محتوياتها كمّا ونوعا وتحتوي على المواد الأساسية التب اعتادت العائلات الجزائرية استعمالها خلال هذا الشهر الفضيل، من بينها السميد، (الفرينة)، الزيت، الحمّص، السكر، الطماطم المصبّرة والأرز· وسيتمّ خلال شهر الصيام فتح 691 مطعم إفطار على المستوى الوطني لتقدّم 05 ملايين و170 ألف وجبة جنّد لخدمتها ما يربو عن 13 ألف متطوّع، علما أن هذه المطاعم المفتوحة لجميع فئات المجتمع تشترط تناول وجبات الإفطار بداخلها· وحفاظا على صحّة المواطن شكّلت وزارة التضامن الوطني لجان تفتيش أوكلت لها مهام مراقبة نشاط هذه المطاعم بصفة اعتيادية، خاصّة مع تزامن رمضان هذه السنة مع فصل الصيف أين تكثر حالات التسمّمات الغذائية· في هذا الإطار أكّد مسؤولون من الوزارة على الأهمّية البالغة التي توليها الدولة لهذه العملية التضامنية، حيث تمّ وضع نظام من شأنه أن يسهّل إيصال المساعدات إلى أصحابها وذلك من خلال اللّجنة الوطنية التي تتشكّل من كلّ الوزارات وممثّلين عن مختلف القطاعات· أمّا على المستوى المحلّي فيتعلّق الأمر باللّجان الولائية التي تسهر بدورها على تحديد المستفيدين من هذه العملية، ثمّ السهر على تجسيدها بتوفير أحسن الظروف وبإشراك البلديات والمجتمع المدني· وكان مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأخير في العاشر من شهر جويلية أقر توزيع حوالي 5·1 مليون قفّة رمضان على العائلات المعوّزة في بيوتها وذلك عدّة مرّات خلال الشهر الكريم، كما قرّر أيضا فتح قرابة 700 مطعم من أجل توزيع أكثر من 5 ملايين وجبة إفطار للمحتاجين عبر مختلف ولايات الوطن· وبلغت تكلفة عملية التضامن لشهر رمضان 2011 أكثر من 5·3 ملايير دينار مجملها من خزينة الدولة، وكان وزير التضامن الوطني والأسرة السيّد سعيد بركات قد أعلن سابقا أن الحدّ الأدنى لقيمة قفّة رمضان المقرّر منحها خلال الشهر الكريم يقدّر ب 3.000 دينار وقد يصل إلى 9.000 دينار في بعض البلديات، وذلك حسب مساهمات ذوي البرّ والإحسان