تعاوننا يقوّي مناعتنا.. تحية إلى جنود الخير.. أشعر بالفخر والإعتزاز على غرار ما يراود الجزائريين جميعاً من مشاعر وطنية وإنسانية ومجتمعية جياشة يتقدمها الاعتزاز بأصحاب الأيادي البيضاء الممدودة بالعطاء والإحسان.. فما أجمل وأصدق اللحظات في إنسانيتنا عند ما ينتابك هذا الشعور الطاغي الذي يحملك عاليا كالملاك إلى أعلى السموات!.. نعم.. عند ما تمتحن الجزائر بالأزمات يظهر هؤلاء الجزائريون جنود الخير كلٌّ على حسب طاقته وأين كان موقعه يبنون المجد ويقتحمون الدروب ويصنعون الحياة.. يضرمون نار الحماسة في قلوبهم وينفخون حب الخير في عزائمهم لم يثنهم خوف من العدوى ولم يقعد بهم كسل ولم يبالوا بقلة الناصر والمعين. لا يبحثون عن مكاسب دنيوية إنما يتاجرون مع الله من بوابة الإحسان إلى الغير.. ها هم بضمائر الحية وبما يملكون من أحاسيس ومشاعر وبجهد مقصود وجاهزية مدرّعة بعون الرحمن ينطلقون.. يتسابقون على المشاركة بفعالية في كل ما يخدم أبناء وطنهم بأياد ملآي بما منّ الله به عليهم في إطار جمع تبرعات واسعة داخل التراب الجزائري وخارجه من أجل دعم القطاع الصحي في مواجهة كورونا خاصة لأجهزة فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل بي سي آر (Polymerase chain reaction) (PCR). وبمكثفات الأكسجين des concentrateurs d oxygène (عبارة عن جهاز طبي يقوم بسحب الهواء الموجود في المكان ويقوم بفصل الأكسجين عن باقي الغازات الأخرى ويزوده للمريض) وتوفير وتعبئة قاروات الاوكسوجين إلى سيارات الإسعاف وغير ذلك من الوسائل والمواد.. يقدمون لهم ذلك كله بدون من ّ ولا أذىً يرسمون البسمة على الوجوه ويؤكدون معاني الإنسانية التي جبل عليها الجزائريون قديما وحديثا.. موفقون أينما هلّوا.. مباركون أينما حلوا. همّة علياء وعزيمة شاهقة بارتفاع هامات السماء.. وكما قال شيخ الجزائر #الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله: الأعمال الكبيرة إذا توازعتها الأيدي وتقاسمتها الهِمم هان حملُها وخفّ ثقلها وإن بلغت من العظم ما بلغت . ألا فكونوا معهم ولو بكلمة طيبة أو دعوة صادقة وخاصة جاليتنا في الخارج.. شدُّوا العزائم وتنافسوا في الخيرات وتحدّثوا بنعمة ربكم عليكم.. سدد الله خطاهم وبارك مسعاهم ورزقهم السعادة في دنياهم وأخراهم. وتحية لكل يد امتدّت لتصافح الإنسان وتقدم له الخدمة والرعاية وتسهم بعطاء في خدمة المجتمع. هذا.. والله العظيم رب العرش الكريم أسأله العافية لنا ولكم وأن يلطف ببلدنا ويرفع عنا وعن بلاد المسلمين هذا الوباء ويقينا شر كل داء. إنه سميع مجيب الدعاء.