إبرازاً اروح التضامن واستنكاراً للجريمة النكراء جداريات الشهيد جمال بن سماعين تغزو الأحياء الشعبية لازالت الفاجعة الأليمة والجريمة البشعة التي راح ضحيتها الشاب المغدور جمال بن سماعين عالقة في أذهان الجزائريين فبعد التآزر الكبير مع عائلته وإطلاق الحملات الالكترونية المنددة بالجرم الشنيع واكتساح صورته للبروفيلات عبر الفايسبوك توجه بعض الشبان الموهوبين في الرسم إلى نقش جداريات تحمل صورة الشهيد كديكور له أبعاد في إبراز روح التضامن واستنكار الرأي العام للجريمة النكراء التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر. نسيمة خباجة اختار بعض الشباب الهاوي في فن الرسم طريقة تعكس روح التآزر والتضامن مع عائلة الشهيد جمال بن سماعين وتخليدا لذكرى اغتياله الأليمة بالتفنن في رسم جداريات حاملة لصورة الشهيد بملامحه البريئة وابتسامته وروحه الوطنية كيف لا وهو من صمم أغنية بلادي الجزائر التي يرددها الشبان وتُروّج كثيرا عبر الوسائط الاجتماعية بحيث يظهر المرحوم جمال وهو يعزف على آلة القيتار ويلبس زيا تقليديا متلحفا ب شاش فوق رأسه بحيث أمتع الكل بتلك الاغنية المفعمة بالروح الوطنية التي بات صغار وكبار يحفظونها عن ظهر قلب. والمار ببعض شوارع وأحياء العاصمة تشد انتباهه الجداريات التي طبعت بعض الواجهات وجدران الأحياء الشعبية بحيث تحول الرسم على الجدران إلى هواية يحبذها الشبان كثيرا حلت محل تلك العبارات والرسومات العشوائية التي كانت ظاهرة سلبية تملأ الشوارع وتنديدا بالجريمة البشعة التي هزت الرأي العام ابدع الشبان طريقة جديدة للتآزر ومساندة عائلة المرحوم برسم جداريات حاملة لصورة الشهيد البطل جمال بن سماعين الذي سقت دمائه ارض الجزائر والجزائريين وزادتهم تكافلا وتمسكا باللحمة الوطنية وكانوا يدا واحدة لمكافحة كل اشكال التفرقة والفتنة. جدارية عملاقة لجمال بن سماعين في مليانة أبدع الرسام الجزائري المبدع مكي دفاس المنحدر من ولاية جيجل في رسم جدارية عملاقة تخليدا لروح الشهيد جمال بن سماعين وكان توأم جمال حاضرا وشارك في وضع لمساته على الجدارية وبعد الانتهاء من الجدارية تداولت الوسائط لحظة انهيار والد جمال بن سماعين وانفجاره باكياً لحظة الكشف عن جدارية ضخمة لابنه الذي حرق ظلماً بعد اتهامه بإشعال النيران في الجزائر. وأظهر المقطع المتداول والد جمال وهو متأثراً جداً عند كشف صورة ابنه حيث لم يتمكن من حبس دموعه لحظة رفع الستار عن صورته ولده فوضع يداه على عيناه وانفجر باكياً. وجمال بن سماعين المدعو جيمي هو فنان يحب الموسيقى والرسم وخلال الحرائق الأخيرة قدم من مدينة مليانة إلى تيزي وزو من أجل المساعدة في إطفاء الحرائق غير أن أيادي إجرامية شاركت في قتله وحرق جثته في جريمة نكراء. وقال والده في تصريحات سابقة: إن ابنه ذهب متطوعاً لمساعدة إخوانه وأن أمه طلبت منه عدم الذهاب لكنه أصر وأخبرها أن لديه أصدقاء هناك عليه تعزيتهم فيما جرى ومساعدتهم في إخماد الحرائق . شبان الأحياء الشعبية يبدعون في الجداريات أبدع شبان الأحياء الشعبية في رسم جداريات عبر أحيائهم مخلدة لروح الشهيد المغدور به جمال بن سماعين بحيث اختاروا الرسم كطريقة للتعبير عن تضامنهم الواسع واستنكارهم للجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر وهو الشاب الذي يشع بالروح الوطنية ما يبرز من صوره المتداولة وهو يحمل على كتفه الراية الوطنية. يقول شاب من حي عدل ببئر توتة الذي تفنن هو وأصدقاؤه في رسم جدارية للمرحوم جمال في زاوية من الحي انه اختار الرسم كطريقة للتعبير عمّا يختلج في نفسه من تآزر كبير مع الضحية المغدور به وعائلته لاسيما وانه قُتل بطريقة بشعة وكان ضحية لجريمة خطط لها البعض لإشعال نار الفتنة في الوطن لكن بطلت ألاعيبهم ومخططاتهم وكانت روحه الطاهرة سببا في الاتحاد والقوة ومضاعفة روح التكافل الاجتماعي بين الجزائريين ونال المجرمون جزاءهم بزجهم في السجن في انتظار محاكمتهم وننتظر تسليط اقصى العقوبات على المجرمين- يقول -. وبذلك زيّنت صورة المرحوم جمال الأحياء الشعبية كطريقة اختارها الشبان لتخليد ذكراه في جداريات تعكس الروح الوطنية والمؤازرة الواسعة لعائلة المغدور وللجزائر ككل في كربتها ومأساتها الوطنية في جريمة نكراء لم نشهد لها مثيل في مجتمعنا الذي تطبعه صور التلاحم والتراحم والتكافل . والجدير بالذكر أن قضية جمال أشعلت الشارع الجزائري الذي استنكر جريمة مقتله وطالب بحقه وإنزال أقصى العقوبات بمن غدر به وأنهى حياته ظلماً لأغراض دنيئة تهدف إلى تشتيت لحمة الوطن الواحد.