أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن حصيلة الخسائر البريطانية في أفغانستان بلغت 300 قتيل منذ بدء العمليات في هذا البلد عام 2001. ويأتي هذا الإعلان فيما فقدت قوات التحالف الدولي عشرة من جنودها في حوادث متفرقة بينهم 3 جنود أستراليون قتلوا إثر سقوط مروحيتهم جنوب البلاد. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون »إنها أنباء محزنة، لقد أصيبت عائلة أخرى بالألم والحزن. وبالتأكيد فإن القتيل ال300 ليس أكثر أو أقل مأساوية من 299 قتيل سابق«. وتابع كاميرون قائلا إن القوات البريطانية ستنسحب من أفغانستان »في أسرع وقت ممكن« مع تمكن الأفغان من تولي مسؤولية أمن بلادهم. وتنشر بريطانيا حوالي 9500 عنصر في أفغانستان ما يجعلها ثاني أكبر قوة مساهمة في القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة لحلف الناتو. وتنتشر القوات البريطانية في ولاية هلمند التي تشهد اضطرابات في جنوب البلاد، حيث تحارب تمرد طالبان وتتولى تدريب القوات الأمنية المحلية. وتابع كاميرون »ندفع ثمنا غاليا جدا لإبقاء بلادنا آمنة ولجعل عالمنا مكاناً أكثر أماناً، ويجب أن نسأل دائماً: لماذا نحن هناك وإلى متى يجب أن نبقى هناك؟«. وقال »لكن فور تمكنهم من تولي أمن بلادهم، حينها يكون بإمكاننا الانسحاب«. وإثر إعلان نبأ وصول حصيلة القتلى إلى 300 جندي، شدد وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس على أنه يأمل »بسحب القوات« البريطانية من أفغانستان فور تمكن الأفغان من ضمان الأمن وإدارة الحكم بأنفسهم بشكل مُرض. وقال »القوات البريطانية كانت في الخطوط الأمامية للحملة في السنوات التسع الماضية، وعملت بشكل شاق في السنوات الخمس الماضية في إحدى المناطق الأصعب في البلاد على تطوير قدرات الأفغان لضمان أمن بلادهم وحكمها في عملية ستتيح لنا في نهاية المطاف إعادة قواتنا إلى البلاد«. وارتفعت حصيلة القتلى البريطانيون في أفغانستان بشكل كبير منذ العام 2006 وسجلت خسائر كبرى في العام 2009 حين سقط 180 جندي، وبلغت حصيلة القتلى 200 في 15 أوت السنة الماضية. وقد جعل الائتلاف الحكومي برئاسة كاميرون الذي تولى السلطة في ماي الماضي من أفغانستان أبرز أولويات سياسته الخارجية. وزار كاميرون أفغانستان في 10 و11 جوان الجاري وأجرى محادثات في كابول مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وتفقد القوات البريطانية في قاعدتهم الرئيسية كامب باستيون في هلمند. واستبعد زيادة عدد القوات البريطانية ودعا إلى إحراز تقدم أكبر من أجل إعادة الجنود إلى البلاد. وحذر كاميرون الأسبوع الماضي من أن بريطانيا يجب أن تكون »مستعدة لضحايا أكثر في أشهر الصيف« ووصف العام 2010 بأنه »حيوي« بالنسبة للانتصار على طالبان. الناتو يفقد 10 جنود ومن جهة أخرى أعلن الحلف الأطلسي في حصيلة جديدة الثلاثاء أن عشرة من جنود الحلف أغلبهم من الأميركيين قتلوا في حوادث متفرقة في أفغانستان. وقتل ثلاثة من قوات النخبة الاسترالية وجندي أميركي في حادث تحطم مروحية في ولاية قندهار الجنوبية، في أكبر خسارة في حادث واحد تتعرض له القوات الاسترالية خلال نحو تسع سنوات، بحسب بيان لإيساف. كما قتل جنديان من الحلف الأطلسي، أحدهما أميركي، في انفجارات منفصلة في مناطق أخرى من الجنوب الذي يعد معقلا لحركة طالبان التي تشن تمردا يتزايد حدة ضد القوات الغربية. وقتل سرجنت كندي بعد خروجه من آلية مدرعة في قرية جنوب البلاد عندما أصيب بجروح قاتلة نتيجة انفجار عبوة يدوية الصنع. وبمقتله يرتفع عدد العسكريين الكنديين القتلى في أفغانستان إلى 148 منذ انتشار الكتيبة التي تضم حاليا 2800 شخص ومن المقرر إعادتها إلى كندا العام القادم. وتشهد المقاومة المسلحة التي تبديها حركة طالبان الأفغانية توسعا منذ عام 2005، فيما ينتهي كل عام برقم قياسي جديد من الخسائر في أرواح المدنيين والقوات الأجنبية. ووصل عدد الجنود الأجانب القتلى منذ مطلع 2010 في أفغانستان إلى 284 بحسب حصيلة وضعتها وكالة فرانس برس. ومن المتوقع أن يشهد الصيف الحالي ارتفاعا ملحوظا في خسائر القوات الدولية نظرا للتصعيد العسكري الذي أعلن عنه كل من الناتو طالبان لكسب الموقف وأخذ زمام المبادرة في الميدان، خصوصا في ظل استعدادات واسعة للحلف الأطلسي للهجوم على معاقل طالبان في ولاية قندهار جنوب البلاد. أموال واشنطن في يد طالبان في تطور مثير كشف محققو الكونجرس الأمريكي في تقرير أن الولاياتالمتحدة تدفع ملايين الدولارات لقادة الميليشيات الأفغانية وربما لطالبان أيضا لتأمين مرور قوافل الإمدادات للقوات الأمريكية في أفغانستان. وتتبع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) نظاما بتكليف شركات خاصة بمهمة نقل الإمدادات لأفغانستان وتترك لهذه الشركات مهمة تأمين نفسها وقوافلها حتى تركز القوات الأمريكية على محاربة المتمردين. لكن يقول تقرير ناقشته لجنة في الكونغرس إن العواقب غير المتعمدة لهذا النظام تقوض الجهود الأمريكية لمحاربة الفساد وتشكيل حكومة أفغانية فعالة. وقال النائب جون تايرني رئيس لجنة أمنية فرعية في مجلس النواب الأمريكي في بيان »هذا الترتيب أفسح الطريق أمام تشكل شبكة حماية واسعة النطاق يديرها قادة ميليشيات سرية ورجال أقوياء وقادة ومسؤولون أفغان فاسدون وربما آخرون«. وصرح تايرني وهو ديمقراطي بأن هذا النظام »يخالف« اللوائح التي وضعتها بنفسها وزارة الدفاع وقد يقوض الجهود الإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان. ووصف التقرير الأموال التي تدفع لتوفير الحماية »مصدرا محتملا مهما لتمويل طالبان«، مشيرا إلى عدة وثائق وتقارير عن حوادث بعينها ورسائل إلكترونية تشير إلى محاولات طالبان الاستيلاء على هذه الأموال في مرحلة ما من العملية. وبدأ محققو الكونغرس مراجعة عقد قيمته 2.16 مليار دولار في نوفمبر الماضي. ويغطي العقد 70 ٪ من الطعام والوقود والذخيرة والإمدادات الأخرى للقوات الأمريكية في أفغانستان. وجاء في التقرير أن المتعاقدين في هذا العقد والمتعاقدين من الباطن »يدفعون ملايين الدولارات سنويا لقادة الميليشيات في شتى أنحاء أفغانستان مقابل حماية قوافل« إمداد القوات الأمريكية. وذكر التقرير أن كثيرا ما يشير المتعاقدون إلى تلك الأموال على أنها »رشى«. وجاء في التقرير أن عددا من المتعاقدين أبلغ مسؤولي الجيش الأمريكي أن قادة الميليشيات يطلبون الحصول على أموال مقابل تأمين مرور القوافل وأن هذه الأموال تمول التمرد وأن بواعث قلق المتعاقدين لم يتم التعامل معها بشكل ملائم، كما خطأ التقرير وزارة الدفاع الأمريكية لعدم إخضاعها سلسلة الإمدادات لمراقبة كافية.