يعتزم الدكتور محمد بن موسى باباعمي مدير معهد المناهج بالعاصمة على إجراء مقارنة مختلفة باعتماد منهج الأحجية العلمية بين فكر مالك بن نبي الجزائري وبين فكر فتح الله كولن التركي، حيث تسعى شبكة فيكوس نت المعرفية إلى نشر هذه المقارنة الفكرية طيلة شهر رمضان المعظم. وعن أوجه الإختلاف الواضحة بين المفكرين أوضح الدكتور باباعمي أن الوعاء الحضاري، أي الإمتداد المكاني والثقافي والسياسي والفكري هو مختلف تمام الإختلاف بين الرجلين، أي أن التربة ليست واحدة، وكذا المؤثرات الثقافية والفنية والجغرافية، إلى جانب النسيج الحضاري، أي الإمتداد التاريخي للرجلين، هو مختلف تمام الإختلاف، ويمكن رسم خطين أقرب ما يكونان إلى الخطوط المتوازية، بين خط الزمن لمالك بن نبي وخط الزمن لفتح الله كولن. ومن الناحية المنهجية يرفض الدكتور باباعمي البحوث المقارنة بين كذا وكذا، لأنها تكون غالبا "انتقائية" ومحسومة النتائج مسبقا، فالباحث ينتقي نقاط المقارنة، ويحوم حولها، ثم يختزل أحكاما معينة، ولباحث آخر أن ينتقي نقاطا أخرى، ويصل من خلالها إلى أحكام أخرى، قد تكون مختلفة كليا. فالمقارنة بهذا المعنى عاجزة عن إبلاغ المراد. ويضيف ذات المتحدث أنه لا يميل إلى دراسات الأثر، ذلك أن أثر كذا في كذا، وأثر فلان في علان هي أحكام كبيرة جدا، ومختزلة لظاهرة مركبة من أسباب معقدة، إلى ظاهرة متفردة في سبب واحد مباشر، ومثل هذه البحوث لا تلد وهي من نوع المصادرة على المطلوب في كثير من الأحيان، لذا فإنه في هذه المقارنة سيعتمد صاحب نظريتي الوعاء الحضاري والنسيج الحضاري على الأحجية منطلقا لفهم الظاهرة المقارنة بين فكر الرجلين، وسيعتمد الإستثارة والإشكالية أساسا، محاولا بذلك تفادي المنهج الكلاسيكي في المقارنة والتأثير، ولا يعدو عمله أن يكون مجرد مدخل ومقدمة لما قد يتحول إلى جهد أكثر تنظيما وعمقا. كما تسعى شبكة فيكوس نت المعرفية خلال شهر رمضان المعظم إلى نشر سلسلة حلقات برنامج "المدرسة الرمضانية" الذي يعده ويقدمه الدكتور محمد باباعمي، ويبث مباشرة في الموقع بعد أذان المغرب بساعة وربع حسب توقيت الجزائر العاصمة، حيث تقوم فكرة البرنامج على الحوار المفتوح بعيدا عن الكلام المغلق الموجه