هدد زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر أمس الأحد بمعاملة كل من يبقى من القوات الأمريكية بعد نهاية الموعد المحدد في الاتفاقية الموقعة بين البلدين كمحتل يجب مقاومته عسكريا. ولفت الصدر إلى أن الحكومة العراقية التي توافق على بقاء مدرِّبين أمريكيين هي حكومة ضعيفة، محذرا من تحول العراق إلى مقبرة لهؤلاء الجنود وسيتم إرسالهم إلى بلدهم بالتوابيت. وأضاف الصدر أن تصريحات وزير الدفاع الأمريكي الجديد ليون بانيتا حول موافقة حكومة بغداد على بقاء بعض القوات تعد خيانة للشعب العراقي والمقاومة. وكان الصدر قد رفض يوم الجمعة بقاء أي عدد من المدربين الأمريكيين في العراق لكونهم جزءا من الاحتلال، مؤكدا خشيته من بعض القادة العسكريين العراقيين التابعين للاحتلال. ويأتي هذا وسط اتجاه رسمي للاتفاق على إبقاء حوالي 15 ألف مدرِّب لتدريب القوات العراقية على الأسلحة الحديثة. ونفى المتحدث الرسمي باسم مقتدى الصدر الشيخ صلاح العبيدي ما تردد حول موافقة التيار الصدري على بقاء عدد من المدربين الأمريكيين في العراق، مجددا تحفظ تياره خلال قمة طالباني الثلاثاء الماضي على الاتفاقية الإطارية مع دولة الاحتلال. وتجدر الإشارة إلى أن قادة الكتل السياسية اتفقوا خلال اجتماع الثلاثاء الماضي بمقر إقامة الرئيس جلال طالباني في بغداد على تفويض الحكومة ببدء مباحثات مع الولاياتالمتحدة بخصوص إبقاء عدد من القوات الأمريكية لتدريب القوات العراقية. وينشر الجيش الأمريكي نحو 47 ألفا من جنوده في العراق، ووفق الاتفاقية الأمنية المبرمة بين البلدين سيتم انسحاب هذه القوات بالكامل نهاية العام الحالي. وقد ضغط المسؤولون الأمريكيون على نظرائهم العراقيين لأشهر بهدف دفعهم نحو تحديد موقف من إمكانية الإبقاء على عدد من القوات الأمريكية إلى ما بعد نهاية العام. وجاءت تهديدات الصدر بعد مرور يومين على تبنى لواء "اليوم الموعود" الجناح المسلح للتيار الصدري تنفيذ 16 عملية عسكرية ضد القوات الأمريكية في العراق خلال الشهر الماضي. ويذكر أن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية نوفمبر عام 2008 تنص على انسحاب جميع قوات الولاياتالمتحدة من العراق في موعد لا يتعدى 31 ديسمبر من العام الحالي.