في ظل غياب الرقابة الأسرية جرائم الإنترنت تستهدف الأطفال
يؤدي الانتشار الواسع لاستخدام التكنولوجيا بين الشباب والأطفال لزيادة خطر وقوعهم ضحايا لجرائم الإنترنت بما فيها الاستدراج عبر الشبكة العنكبوتية في ظل ضعف مراقبة الأهل لنشاط الأبناء في هذا الفضاء. نسيمة خباجة يرى خبراء مواقع التواصل الاجتماعي أن مصطلح الاستدراج عبر الإنترنت يعني استخدام التكنولوجيا الإلكترونية بهدف التنمر على الأطفال والمستدرجون على الإنترنت يختارون فريستهم ويبدأون بتحضيرها من أجل استغلالها (جنسيا) لاحقا . مستدرجو الأطفال يتصيدون فرائسهم بشكل خفي وخبيث هم يستغلون أي فرصة يتواصلون تحت أسماء مستعارة ويجوبون الشبكة العنكبوتية باستخدام قناع فلا نستطيع تجاهل أنهم يريدون إشباع شهواتهم في الحياة الحقيقية عبر الإنترنت لأنهم يعتقدون أنه لن يتم كشفهم . وفيما يتعلق بالفئة المستهدفة يقول الخبراء إن المستدرجين يختارون فريستهم ومن ثم يبدأون بتحضيرها من أجل الاستغلال الجنسي هم يستهدفون عادة الأطفال الضعفاء الذين يعانون من تدني احترامهم لذاتهم والذين لا يخضعون لمراقبة كافية من الآباء والأمهات. حيل لاستدراج الأطفال إن مستدرجي الأطفال يستخدمون طرق مختلفة كطرح أسئلة بريئة حول أهل الطفل مثل ساعات عملهم من أجل تحديد الفترة الأنسب للتواصل مع الطفل . فالمستدرِج يسعى لفهم احتياجات الضحية وكيفية إشباعها وعادة ما تتطور رابطة عاطفية بينهما مع بناء شعور بالثقة من خلال إعطاء الضحية نصائح تتعلق بكيفية شراء بعض خصائص ألعاب الإنترنت ما يجعل الطفل يتقدم في هذه الألعاب ويستدرك أن الاحتياجات هي ليست بالضرورة أشياء مادية . وفيما يتعلق بالأساليب التي ينتهجها المستدرجون يقول الخبراء إن منح الأطفال الاهتمام الشديد وشراء هدايا لهم هي أيضا أحد الأساليب المتبعة. ويشير خبراء التواصل الاجتماعي إلى أن الخطوة التالية بالنسبة للمستدرج تكون فصل الطفل عن حياته اليومية بهدف أن يشغل هو تركيز الطفل بشكل أساسي . فالأطفال يميلون إلى ربط أنفسهم بشخصيات -أبطال- الألعاب التي يلعبونها على الإنترنت الأمر الذي يستغله مستدرجو الأطفال كما ان المستدرجون يعمدون إلى تقديم النصح للأطفال مما يجعلهم يشعرون بأنهم مميزون وأقوياء مقارنة بأصدقائهم و بعد أن يتأكد المستدرج من أن محادثاته مع الطفل تبقى طي الكتمان يبدأ بانتهاج أسلوب أقل احتشاما وأكثر جرأة جنسية . هذا قد يشمل مشاركة صور ومقاطع مصورة جنسية يستخدمها المستدرجون لحماية أنفسهم وابتزاز الطفل عبر تهديده بالكشف عن هذه الصور والفيديوهات . فمراقبة الأبوين للطفل واستخدام فلاتر للإنترنت قد لا تكون كافية لحمايته من المستدرجين وتواصل الأطفال في غرف الدردشة ضمن ألعاب الأونلاين والعلاقات التي تنشأ هناك تجعل الأمر صعبا . براءة في بيئة خطيرة وتطرق الخبير الاجتماعي أوناي لدراسة عالمية كشفت أن 49.7 بالمئة من الأطفال يستخدمون الإنترنت لساعة على الأقل يوميا بينما 63.5 بالمئة منهم يملكون أجهزة ذكية خاصة بهم وأن 75 بالمئة يشاهدون المقاطع المصورة عبر الإنترنت ويستمعون للموسيقى و70 بالمئة منهم يلعبون الألعاب. وأشار الخبير إلى أن الدراسة أظهرت أيضا أنه بالكاد نصف عوائل الأطفال تراقب استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي واختتم أوناي حديثه بالقول إنه من الواضح كيف يتم ترك الأطفال الضعفاء وحدهم في هذا البيئة الخطيرة. طرق لضمان أمان الطفل على الإنترنت - حافظ على سلامتهم بإبقاء التواصل معهم مفتوحاً: ابدأ حواراً صادقاً مع أطفالك حول الأشخاص الذين يتواصلون معهم وكيفية هذا التواصل. وتحقّق من أنهم يفهمون قيمة التفاعل اللطيف والداعم وهذا يعني أن التواصل غير الملائم أو الذي ينطوي على تمييز هو أمر غير مقبول أبداً. وإذا كان أطفالك يعانون من أي من هذه الممارسات شجعهم على إبلاغك بذلك فوراً أو إبلاغ شخص بالغ يثقون به. تنبّه فيما إذا بدا طفلك منزعجاً أو ينزع إلى السرية بخصوص أنشطته على شبكة الإنترنت أو إذا كان يعاني من التنمر عبر الإنترنت. -تعاون مع طفلك في إرساء قواعد بشأن كيفية استخدام أجهزة الاتصال ومواعيد وأماكن استخدامها. - استخدِم التقنيات من أجل حمايتهم تأكد من أن الجهاز الذي يستخدمه طفلك مزود بأحدث نسخ من البرامج الحاسوبية وبرامج مكافحة البرمجيات الخبيثة وأن إعدادات الخصوصية مفعّلة. أبقِ عدسة الجهاز مغطاة عندما لا تكون قيد الاستخدام. وبالنسبة للأطفال الأصغر سناً يمكن استخدام أدوات من قبيل الرقابة الأبوية بما في ذلك البحث الآمن والتي بوسعها المساعدة على المحافظة على تجربة إيجابية في استخدام شبكة الإنترنت. - امضِ وقتاً معهم في استخدام شبكة الإنترنت: اخلِق فرصاً لطفلك كي يتفاعل على نحو آمن وإيجابي مع الأصدقاء والأسرة ومعك. لقد بات التواصل مع الآخرين مهماً حالياً أكثر من أي وقت مضى ويمكن أن يوفر لك هذا التواصل فرصة ممتازة كي تمثّل قدوة في التعامل اللطيف والمتعاطف في تفاعلك الافتراضي . امضِ وقتاً مع طلفك لتحديد التطبيقات والألعاب وغيرها من وسائل الترفيه الملائمة لعمره والمتوفرة على شبكة الإنترنت. - شجّع العادات الصحية في استخدام الإنترنت: قم بتشجيع ورصد السلوك الجيد في استخدام الإنترنت والاتصالات باستخدام الفيديو شجّع أطفالك على التحلّي باللطف والاحترام مع زملاء المدرسة وأن يراعوا ارتداء ملابس ملائمة أثناء اتصالاتهم وأن يتجنبوا الانضمام إلى اتصالات عبر الفيديو من داخل غرف النوم. تعرّف على السياسات المدرسية وعلى خطوط المساعدة الهاتفية المكرسة للإبلاغ عن التنمر عبر الإنترنت أو عن المحتوى غير الملائم على شبكة الإنترنت. وإذ يمضي الأطفال وقتاً أطول على شبكة الإنترنت يمكن أن يتعرضوا لمزيد من الإعلانات التي قد تروّج لأغذية غير صحية وصور نمطية أو مواد غير ملائمة للفئات العمرية. ساعِدهم في تمييز الإعلانات على شبكة الإنترنت واستغل هذه الفرصة كي تتحرّوا معاً الجوانب السيئة للرسائل السلبية التي ترونها.