عندما يرفع الاحتكار وتتاح الفرصة أمام الجميع وعلى قدم المساواة دون تدخّل أو واسطة، حينها نقول إن باب العلم مفتوح لكلّ من يرغب في مواصلة دراسته الجامعية العليا، ونقول أيضا إنه من الكمّ تستخرج النّوعية التي هي ضالتنا جميعا في آخر المطاف، ذلك أن مجتمعا لا يحتوي على صفوة من المتعلّمين على أعلى مستوى لا يمكن أن يتقدّم أو تقوم له قائمة أساسا، وإلاّ لِمَ كلّ هذه الأموال الطائلة التي تصرف والجهود المبذولة في قطاع التربية والتعليم وخاصّة التعليم العالي والبحث العلمي الذي أنفقت عليه الدولة الجزائرية ودعّمته من حيث الهياكل والأجور والتربّصات الداخلية والخارجية ما لم تنفقه على قطاع غيره؟ وهذا كلّه بهدف الوصول إلى نتيجة مفادها التقدّم العلمي في الجزائر· بطبيعة الحال لا يأتي هذا بين ليلة وأخرى وإنما يأتي بعد سنوات متواصلة من الجدّ والعمل وإجراء البحوث العلمية والتعاون مع جامعات ومخابر الدول المتقدّمة، وهذا ما نلاحظه وتقوم به حاليا الجامعة الجزائرية التي تلقّت الدّعم المالي والمعنوي من قِبل القيادة السياسية للبلاد الممثّلة أساسا في فخامة رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة الذي يفضّل أن يقف كلّ مرّة بنفسه على المراحل التي قطعتها الجامعة وما وصلت إليه من تطوّر وما تعاني منه من مشاكل، وقد كان دائما عند حسن ظنّ الجميع من طلبة وإدارة ومؤطّرين، وهذا ما لا يستطيع أن ينكره أحدا سواء من الأسرة الجامعة أو المتتبّع من بعيد· اليوم تريد أن تستكمل الجامعة الجزائرية وتتوجّه هذه الإصلاحات والجهود الرّامية إلى دفعها خطوات إلى الأمام لتستوعب العدد الأكبر من رجالات العلم والفكر مستقبلا، والمتمثّلة في فتح الكثير من التخصّصات قسم الماجستير في مختلف الشعب العلمية والتقنية والعلوم الإنسانية أمام جميع الطلبة دون استثناء، وهي بهذا تكون وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد سلكت الطريق الصحيح، فمن العدد الكبير والكمّ الهائل من الطبلة نستطيع التوصّل من خلال الانتقاء والفرز إلى نوعية قادرة ومقتدرة في جميع مجالات البحث العلمي، وهذا كلّه بعيدا وتكسيرا لعقدة التوظيف وفكرة المناصب المالية التي كان يعتقد بوجوب توفيرها قبل فتح أيّ مسابقة للماجستير·