* منتجون يتعمّدون عدم جني كمّية معتبرة لضمان النّدرة والارتفاع توقّعات اتحاد التجّار كانت في محلّها بخصوص إمكانية انخفاض أسعار الخضر والفواكه مع بداية الأسبوع الثاني من رمضان، بعدما شهدت ارتفاعا قياسيا مع حلول الشهر، ممّا أدّى إلى تذمّر الصّائمين الذين سئموا من الإشكال الذي يتكرّر كلّما حلّت الأعياد والمناسبات· وقد يلمح المتجوّل عبر مختلف الأسواق التغيّر الطفيف في الأسعار الذي لا يتعدّى فارق ما بين 5 و10 دنانير أو حتى 20 دينارا في بعض الأحيان، في الوقت الذي يدور في حديث عبر أسواق الجملة حول تعمّد بعض المنتجين جني نسبة قليلة من محصولهم الفلاحي حفاظا على عدم سقوط الأسعار بشكل كبير· ومع دخول الأسبوع الثاني من رمضان شهدت أسعار الخضر والفواكه بمختلف أنواعها انخفاضا مثلما توقّعه اتحاد التجّار في تصريح خصّ به الأمين العام صالح صويلح (أخبار اليوم) حول بداية سقوط الأسعار مع دخول الشهر أسبوعه الثاني، غير أن الانخفاض المسجّل كان طفيفا لم يستجب لتطلّعات المواطنين· حيث تشير المعطيات إلى أن الفارق بين الأسبوع الأوّل والثاني لم يتجاوز 15 دينارا، في الوقت الذي ارتفعت فيه الأسعار منذ بداية الشهر إلى أكثر من 20 بالمائة حسب تصريحات صويلح· وتذكر الزيارات الميدانية إلى بعض الأسواق أن انخفاض الأسعار شمل كلاّ من الطماطم التي انخفض سعرها من 80 دينارا إلى 60 دينارا والفلفل الحلو من 100 إلى 60 دينارا، سلطة الخسّ هي الأخرى شهدت بعضا من الانخفاض تراوح بين 10 و20 دينارا نسبة الفارق، أمّا الجزر والقرعة فنزل سعرهما من 80 دينارا إلى 60 دينارا شأن ذلك البطاطا التي تباع حاليا ما بين 40 و50 دينارا، أمّا الفاصولياء الخضراء فهي مع سقوط مستمرّ من 180 دينار إلى 150 في الوقت الذي وصلت فيه في بعض الأسواق إلى 130 و120 دينار· الفواكه هي الأخرى عرفت نسبة طفيفة من الانخفاض في أسعارها غير أنها تبقى مرتفعة وبعيدة كلّ البعد عن القدرة الشرائية للمواطنين البسطاء الذين عزفوا عن اقتناء العديد من أنواعها، خاصّة المستوردة منها· من جهة أخرى، يتداول في العديد من أسواق الجملة، خاصّة بكلّ من بوفاريك والحطاطبة الحديث عن ظاهرة أخرى أضحى يتّصف بها بعض الفلاّحين إن لم نقل جلّهم وذلك حفاظا على استمرار غلاء منتجاتهم الفلاحية، حيث يعمد الكلّ إلى عدم جني وفرة كبيرة من المحصول من الحقول لترك الأسواق تغرق في النّدرة أو قلّة الكمّية في بعض المنتجات الفلاحية حتى يبقي هؤلاء هامش الرّبح لديهم مرتفعا خلال هذا الشهر الذي أضحى بالنّسبة لهم الفترة المناسبة للرّبح السريع على حساب المواطن البسيط· وهي الطريقة التي جعلت الأسعار تستقرّ دون أن تشهد انخفاضا محسوسا رغم مرور على شهر رمضان 10 أيّام كاملة، وفي هذا الخصوص يقول موزّعو الخضر بسوق الجملة للحطاطبة إن الفلاّحين يتّبعون هذه الطريقة حفاظا على ارتفاع الأسعار من أجل الرّبح، خاصّة قبل انقضاء 15 يوما من الشهر الفضيل، وهي الفترة التي يكثر فيها الطلب على الخضر والفواكه في حين يغيّر المواطنون توجّهاتهم في الأيّام الأخرى المتبقّية نحو شراء ملابس العيد ومستلزمات الحلويات· ويذكر في الأخير اتحاد التجّار والحرفيين الجزائريين وفي تصريح سابق من طرف الأمين العام كان قد أرجع الغلاء المسجّل في أسعار الخضر والفواكه المعروضة مع أوائل أيّام رمضان إلى تجّار التجزئة الذين يجدون أنفسهم متكيّفين مع بورصة السوق، وبالتالي استحالة مراقبة الأسعار في ظلّ تماطل الجهات الوصية لأجل تسقيف الأسعار وتحديد هوامش الرّبح التي كانت من بين أكبر المطالب التي رفعها اتحاد التجّار منذ مدّة لصالح وزارة التجارة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن تجّار الجملة وبالرغم من الانتقادات الموجّهة لهم غير أنهم الفئة الوحيدة التي تتقيّد بالتعاليم والقوانين ولا دخل لهم في الزّيادات التي تشهدها أسعار الخضر والفواكه· كما أعاب صويلح من جهة أخرى على المواطن الذي اعتبره من ضمن أهمّ مؤسّسي معادلة ارتفاع الأسعار، داعيا إيّاه إلى ترشيد استهلاكه وتنظيم نفسه·