ملك يناير بلا منازع التراز.. أصالة وتاريخ من بين المظاهر الاحتفالية ب يناير رأس السنة الأمازيغية التي يتمسك بها الجزائريين عادة التراز الذي هو عبارة عن خليط من المكسرات والحلويات والفواكه يؤكل ليلا بعد إمنسي ن ناير او عشاء يناير تفاؤلا بعام حلو وبسنة فلاحية وافرة الخيرات. أصل التسمية لا علاقة له أبدا بالرقم الفرنسي 13 treize لأن الكلمة تعود إلى العهد العثماني يقول شيخنا الدكتور بن شنب رحمه الله أن كلمة cerez تعني بالتركية الحلو في الحقيقة كلمة cerez تعني بالتركية القديمة الكرز الفاكهة التي نسميها حب الملوك بالتركية الحديثة kiraz كلمة كرز فارسية الأصل كيراز بالفارسية القديمة كيلاس بالحديثة وهي أعطت كلمة كرز بالعربية لأن حب الملوك لا ينبت بأرض العرب وأعطت كذلك الفرنسية cerise الإنجليزية cherry الالمانية kirsche.... إلخ حرف c في كلمة cerez التركية ينطق بين الجيم والدال والشين والتاء وهذا يفسر اختلاف التسميات حسب المناطق في الجزائر عند إث صالح وآيث مسعود وموزايا وحتى مدينة المدية يسمى تشراز ( في المدية ينطق كذلك جراز ) في مدينة البليدة ومتيجة تراز في مناطق أخرى جراز دراز وحتى ترادق ويسمى في الغرب الجزائري المخلط الڨرڨاع الڨرڨعة في مناطق أخرى. كان التراز قديما مكونا من مواد بسيطة : جوز لوز بلوط قسطل تمر كانوا يخبؤون أفضل حبات الرمان والكرموس اليابس للناير العناب.. ثم ادخلت فيه الحلوى والشكولاطة والكاوكاو وحلوى الترك والحلقومة وفي بعض المناطق هناك شيئان يميزان التراز : - الكفتة : حلوى العنب التي تحوي اللوز - الجمّار إيناظ بالأمازيغية : أو لعروسة وهو قلب شجرة الدوم يقولون انه من يجد قلب الجمار على شكل قلب سيكون عامه سعيدا عادة جميلة نجدها في متيجة وجبالها في الظهرة ووارسنيس وكل الغرب الجزائري. كما يزين التراز عادة بأغصان الريحان الحلموش أو الشلمون الخضراء رمز الحياة وسط الشتاء القاسي الذي يثمر في هذه الفترة. ومن العادات الجزائرية الجميلة أن يجمع التراز ثم يفرغ فوق آخر مولود في العائلة بعد وضع الصبي داخل جفنة أو سني وهو رمز البركة والطفل رمز البراءة والحياة ثم تقوم أكبر عجوز في العائلة بتقسيم تراز بالعدل على كل افراد العائلة كل واحد يضع حصته في قفيفات أو اكياس صغيرة تصنع خصيصا لذلك. و في آخر السهرة يرفع الجميع أيديهم بالدعاء متضرعين لله عز وجل أن يجعل سنتهم مباركة وعامهم وافر الخيرات. للتذكير فإن عادة تراز متواجدة بقوة في الوسط والغرب الجزائري وفي منطقة القبائل. التراز إرث رائع لا يحق لنا أن نفرط فيه لأنه يوحدنا كل الجزائريين ويبقى راسخا في المناسبات الاجتماعية ومنبعا للفرحة وحلاوة اللمة العائلية.