استقبله السيسي بحفاوة.. الرئيس تبون يحل بمصر في زيارة عمل وأخوة *ف. ه* حل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بعد ظهر الاثنين بجمهورية مصر العربية في اطار زيارة عمل وأخوة تدوم يومين وكان في استقبال الرئيس تبون بمطار القاهرة الدولي الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين في الدولة المصرية وأظهرت صور ومشاهد الاستقبال حفاوة السيسي بالرئيس تبون. ويرافق رئيس الجمهورية وفد وزاري هام في هذه الزيارة إلى الشقيقة مصر بهدف تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين بما يرقى لمستوى العلاقات التاريخية والسياسية بين الدولتين. وتعد زيارة رئيس الجمهورية إلى مصر فرصة لتعزيز العلاقات التاريخية والسياسية بين البلدين وتوسيع مجالات التعاون الثنائي وكذا مواصلة التنسيق والتشاور حول اهم القضايا العربية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك. وتعرف العلاقات الجزائرية-المصرية ديناميكية تتجلى بشكل كبير في تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين والتي كانت آخرها زيارة وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة إلى مصر الاسبوع الماضي بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية وقبلها الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة إلى القاهرة بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني لحضور فعاليات الطبعة الثانية لمعرض الدفاع (EDEX-2021). ويعد التنسيق والتشاور من أهم ما يطبع العلاقات بين البلدين والتي تعد نموذجا للتعاون والتضامن بين البلدان العربية والافريقية وهو ما تعكسه الاتصالات المستمرة بين قيادتي البلدين لبحث آخر تطورات الوضع العربي والاقليمي خاصة ما تعلق بالأزمة الليبية والقضية الفلسطينية والتحضير لإنجاح الدورة ال31 للقمة العربية المقبلة التي ستحتضنها الجزائر والدفع بالعمل العربي المشترك. وفي هذا الاطار تتواصل المشاورات بين الجزائر ومصر حول المسألة الليبية منذ بداية الازمة لإيجاد حل سياسي ليبي-ليبي يفضي إلى إنهاء المرحلة الانتقالية وانتخاب قيادة شرعية بما يحفظ سيادة ليبيا ووحدة أراضيها بعيدا عن التدخلات الخارجية التي أزمت الوضع خاصة مع وجود قوات اجنبية. من جهتها أكدت مساعدة وزير خارجية جمهورية مصر العربية للمنظمات الإفريقية سها الجندي على هامش مشاركتها في أشغال الندوة الثامنة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا بمدينة وهران بداية شهر ديسمبر الماضي أن دور الجزائر في الاتحاد الإفريقي كبير وهام جدا كونها تملك رؤية واضحة وجلية . وتشهد العلاقات التاريخية الجزائرية - المصرية بعمقها العربي وبعدها الإفريقي ارتقاء في السنوات الأخيرة بالمستوى الذي يعكس وزن البلدين في المنطقتين العربية والأفريقية وفق ما تؤكده ديناميكية المشاورات بين قيادتي البلدين. وفيما يخص الخلاف المصري-السوداني من جهة والإثيوبي من جهة أخرى حول سد النهضة فإن الجزائر قد شرعت في وساطة بين الأطراف الثلاثة لتقريب وجهات النظر بينها وإيجاد حل لهذا النزاع. جدير بالذكر أن أول زيارة قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى خارج البلاد بعد اعتلائه سدة الحكم في عام جويلية 2014 كانت إلى الجزائر ما يعكس عمق العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين. و أكد الرئيس المصري خلال هذه الزيارة على وجود علاقات وموضوعات إستراتيجية مشتركة بين مصر والجزائر وكذا قضايا كثيرة تحتاج من الجزائر ومصر العمل سويا . الارتقاء بالتعاون الاقتصادي لمستوى العلاقات التاريخية بين البلدين وعلى الصعيد الاقتصادي ستشكل هذه الزيارة فرصة لتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف القطاعات خاصة مع حرص قائدي البلدين على الارتقاء بالتعاون الاقتصادي إلى مستوى العلاقات التاريخية والسياسية بين الجانبين. وستكون هذه الزيارة التي تدوم يومين فرصة لدفع الاستثمارات بين البلدين مع إعطاء دفع قوي للتبادلات التجارية التي ما فتئت تتزايد خلال السنوات الاخيرة حيث تجاوزت 747 مليون دولار خلال عام 2020 حسب أرقام وزارة التجارة. وبلغت قيمة الصادرات الجزائرية نحو مصر 188.04 مليون دولار خلال 2020 أما قيمة الواردات فقد بلغت 559.55 مليون دولار خلال نفس الفترة. وتتطلع الجزائر إلى الدفع بعلاقات التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي الثنائي من خلال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي يتم التحضير لانعقادها قريبا وفق ما أعلن عنه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة خلال زيارته الاخيرة إلى مصر الاسبوع الماضي بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وفي هذا الاطار بحث سفير الجزائر بمصر عبد الحميد شبيرة مع وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط خلال لقائهما بمقر الوزارة الاربعاء الماضي العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات وكذا التحضير لانعقاد أعمال اللجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة حسب ما افاد به بيان لوزارة التعاون الدولي المصرية. وأعربت الوزيرة المصرية خلال اللقاء عن تطلعها لدفع علاقات التعاون الثنائية في مختلف المجالات استغلالا للإمكانيات الاقتصادية الكبيرة التي تملكها مصر والجزائر مؤكدة على حرص القيادة السياسية في البلدين على تذليل أية معوقات قد تحول دون تحقيق التكامل الاقتصادي على كافة المستويات . من جهته أعرب سفير الجزائر لدى مصر عن تطلعه لمواصلة التواصل والتنسيق للدفع بعلاقات التعاون الثنائية بين البلدين وحرص قائدي البلدين على الدفع بالعلاقات الثنائية للمضي قدما لتنعكس على الجهود التنموية المبذولة في البلدين.