عاش سكان ولاية خنشلة في جهاتها الأربع حوادث مأساوية تهتزّ لها الأنفس، خصوصا وأنها وقعت تزامنا مع الشهر الفضيل· ففي أولاد رشاش، 25 كلم شرق خنشلة، تمّ تسجيل حادث غرق طفل في سنّ الرّابعة عشر في بركة ماء بأحد مخارج البلدية جهة وادي أولاد عاشور· الضحّية كان بصدد السباحة في هذه البركة التي ابتعلته ولم يخرج منها إلاّ وهو جثّة هامدة، وقد تمّ نقله إلى مصلحة حفظ الجثث بخنشلة من طرف الحماية المدنية بأولاد رشاش· ومن جهتها، مصالح الأمن الوطني فتحت تحقيقا للوقوف على حيثيات الحادث· يُذكر أن والد الطفل يتواجد حاليا في البقاع المقدّسة لأداء العمرة، فكيف سيكون حاله عندما يعلم بحادث وفاة ابنه غرقا في بركة ماء في عزّ الشهر الفضيل؟ هذا، وكان للمشادّات والعراكات نصيب في يوميات سكان ولاية خنشلة، أين وقعت مناوشات بين مهرّبين تطوّرت فيما بعد إلى اختطاف سيّاراتهم بعضهم البعض· حدث ذلك في محطّة خدمات توزيع الوقود بمخرج بلدية المحمل الشرقي نحو أولاد رشاش بين مجموعتين من المهرّبين ينحدرون من بلديتي المحمل وأولاد رشاش أدّت إلى تعرّض مجموعة هذه الأخيرة للضرب وحرمانها من تعبئة الوقود لتهريبه إلى الحدود التونسية عبر ولاية تبسة، ممّا دفع بها إلى الاستنجاد بمهرّبين وأشرار آخرين وقاموا بمهاجمة مجموعة مهرّبي المحمل في نفس اللّيلة ووجّهوا لهم ضربات، منهم من تعرّض للطعن بخنجر على مستوى البطن، كما قاموا بسلبهم سيّارتهم من نوع (406 بيجو) عائلية كانوا يستعملونها في التهريب· وفي اليوم الموالي أقدم فريق المحمل على ردّ فعل للعملية وقاموا بتجريد مواطن من أولاد رشاش من شاحنته الصغيرة (كاميونات) من نوع (نيسان) بعدما تعرّض للضرب وقت دفاعه عن نفسه وشاحنته، وقالت مصادر إن الضحّية من مجموعة أولاد رشاش التي أقدمت على الاعتداء، بينما تقول مصادر أخرى إنه ليس منهم ولا علاقته له بمجموعة مهرّبي وأشرار أولاد رشاش والتعدّي عليه ردّ فعل لا غير· ومن جهتها، فرقة الدرك الوطني بالمحمل فتحت تحقيقا معمّقا في الحادث للوقوف على حيثياته· كما عرفت الجهة الجنوبية بالولاية مع حدود ولاية بسكرة مشادّات عنيفة وعراكات نتيجة تصادم عرشين من الولايتين في نزاع حول قطعة أرض قابلة للاستصلاح بمنطقة (جناح لخضر) بجلال في الحدود مع ولاية بسكرة، حيث تدّعي كلّ جهة أحقّيتها وملكيتها لهذه الأرض، وقد تمّ استعمال كلّ أنواع الأسلحة البيضاء من عصي وقضبان حديدية وحجارة وسيوف، كما أشهر أحد المواطنين سلاحه النّاري (بندقية صيد) لتهديد وتخويف الطرف الآخر· وأسفرت هذه المشادّات عن إصابة 13 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة تمّ نقلهم إلى مصالح الاستعجالات بكلّ من جلال وششار وخنقة سيدي ناجي ببسكرة، أين تلقّوا الإسعافات الأوّلية، منهم من غادر و06 منهم لا يزالون يرقدون في المستشفيات· وزحف العشرات من أبناء العرشين نحو هذه الأراضي خوفا من استيلاء الآخرين عليها· ومن جهتها، مصالح الدرك الوطني المختصّة إقليميا تدخّلت فورا لفضّ النّزاع وطلبت إخلاء المكان من الطرفين اللذين رفضا ذلك، وتتحدّث مصادر من المواطنين عن إطلاق أعيرة نارية في الهواء لتحذيرهم· ويبقى النّزاع قائما إلى غاية تدخّل السلطات العليا، على غرار واليي الولايتين ووضع خارطة لفضّ هذا النّزاع نهائيا بإيحاد الحلول المناسبة والمرضية للطرفين في ظلّ تكرار الاعتداءات في كلّ مرّة بين عرشي الولايتين المتجاورتين خنشلةوبسكرة·· والموضوع للمتابعة·