يشهد حي الأبيار بالعاصمة، هذه الأيام، حالة اختناق مرورية كبيرة، خاصة في فترة المساء، ابتداء من الساعة الثانية بعد الظهر، حين يبدأ الموظفون بالخروج من مكاتبهم هربا من العمل، لذلك فهم يعمدون إلى الخروج كلهم في وقت واحد للإسراع في الوصول إلى منازلهم في أوقات مبكرة كي يستطيعوا إكمال النوم الذي بدؤوه في مكاتبهم الإدارية، وأيضا خوفا من أن يفوتهم وقت الإفطار على الرغم من أن آذان المغرب لا زال بعيدا جدا، وجراء كل هذا فإن شارع الأبيار الذي يعتبر محطة رئيسية تفصل شوارع العاصمة كساحة أول ماي وبن عكنون وساحة أودان وساحة الشهداء، جعله يعيش حالة اكتظاظ كبيرة، وزاد من تأزم الوضع ضيق الطرقات الخاصة بالسيارات وتداخلها في بعضها بفعل أرضية الشارع الذي هو عبارة عن هضبة كباقي الأحياء الوسطى بالعاصمة، وهو ما أدى إلى بطء الحركة والتصاق السيارات فيما بينها، ومع حافلات نقل المسافرين التي تمر بهذا الشارع· هذه الوضعية خلفت استياء شديدا لدى المواطنين، خاصة منهم السائقين الذين لم يعودوا قادرين على التأقلم مع هذه الطريق التي لا بديل لهم عنها، فلا بد لهم للمرور بها للوصول إلى معظم الاتجاهات المذكورة سابقا، لذلك وكالعادة في مثل هذه الحالات بالإضافة إلى الصيام والحرارة الشديدة فإن الأمر لا يخلو أبدا من المناوشات والمشاحنات بين السائقين لهذه المركبات، فالكل يلوم الكل لعدم إتقانه للسياقة وتجاوزه لبعض المركبات والحافلات العالقة في هذا الزحام بسبب كبر حجمها، ويزيد التوتر بتزايد أصوات المنبهات في الحافلات والسيارات المتداخلة، وحتى الراكبون لهذه الوسائل كالمتنقلين في سيارات الأجرة أو الحافلات يدخلون في هذا الصراع بعد أن أثقلتهم ساعات الانتظار أمام طوابير المركبات، فيخرجون منها للشارع للصراخ والتنديد بهذا الازدحام الذي بات مألوفا كل يوم، حتى أن بعضهم قد تنتابه نوبات الإغماء كما حدث مع أحد المواطنين الذي انخفض مستوى السكر في دمه فأصيب بحالة إغماء وتشنج، وهذا كله بسبب طول انتظاره في الحافلة تحت حرارة عالية ثم غضبه وازدياد توتر أعصابه من هذا الوضع الذي يتعرض إليه المواطنون في هذا الشارع· ومن جهة أخرى، فإن شارع الأبيار يشهد هذه الحالة المرورية الحادة على طول العام وتزيد في فترة خروج الموظفين من مكاتبهم، والكل يشتكي من هذا الأمر الخطير الذي فعلا يهدد حياتهم فيجب توسيع الطريق أو خلق طريق جديد بديل عن هذا الخط المروري الذي لم يعد قادرا على استيعاب الكم الهائل للمركبات عبر ممراته الضيقة· وللإشارة كذلك فإن هذا الشارع ليس وحده من يشهد هذه الحالة اليومية في رمضان، إذ أن معظم الشوارع المركزية بالعاصمة تعرف نفس الاكتظاظ المروري كساحة أول ماي والبريد المركزي وحي المدنية، وذلك بسبب التدفق الكبير للمواطنين خاصة في هذه الأوقات، وفي أغلب الأحيان تحدث حوادث مرور ناتجة عن هذا الاكتظاظ والتسرع من طرف السائقين الواقعين تحت هذا الضغط والراغبين في الإسراع لبيوتهم والخروج من هذا الحصار المروري الذي بات يحصد الكثير من الضحايا في هذا الشهر الكريم، بسبب التسرع والازدحام خاصة في الساعات القليلة قبل الإفطار بهدف التسابق للوصول إلى البيت، لذلك فقد صنفت مصالح الأمن الوطني عدة نقاط سوداء على مستوى العاصمة، منها شارع الأبيار الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على المواطنين·