استمر البرازيلي فييرا مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي بني ياس الإماراتي حائراً لمدة 37 عاما، ظل خلالها يبحث عن ضالته نحو راحة نفسية بقيت غائبة عنه تؤرقه في كل لحظة تمر عليه، ولم يجدها إلا بعد أن اعتنق الإسلام عام 1990. يقول فييرا “عانيت كثيرا قبل أن أعلن اعتناقي لهذا الدين الحنيف، ولكن المثير في الأمر أن ما أرهقت نفسي في البحث عنه طوال 37 عاما وجدته أمامي في لحظة واحدة بعد أن نطقت الشهادتين”. سؤال عابر يروي مدرب بني ياس قصته مع الإسلام ل"الاتحاد" فيقول “جئت للعمل في المنطقة العربية في عام 1978 ووقتها كان عمري حوالي 25 عاما، ولم أكن أعتنق أي ديانة، وكنت أندهش كثيرا لما أراه من عادات المسلمين كالصلاة والصيام وغيرها من الأمور الأخرى، ووقتها تبادر لذهني سؤال واحد ماذا يفعل هؤلاء البشر؟ وخطوة تلو الأخرى وبسبب شعور خفي جهرت بسؤالي لمن حولي لكن ما أدهشني هي تلك الروح الجميلة التي وجدتها من هؤلاء البشر في الإجابة على أسئلتي بمنتهى الفرحة والرغبة العارمة في المساعدة دائما”. ويضيف “استمر السؤال عابراً لأربع سنوات حتى عام 1982 عندما كنت مع المنتخب العماني في معسكر بمنطقة بيت الفلج وتزامن المعسكر مع شهر رمضان، وكنت أرى اللاعبين صائمين حتى وقت التدريبات الشيء الذي دفعني لضرورة احترام هذه الرغبة وعدم تناول وجباتي الغذائية بشكل علني، وكنت عندما أحب أن أتناول أي شيء أذهب إلى غرفتي حتى لا أجرح مشاعرهم، ومن وقتها بدأت قوة خفية تجذبني نحو هذه الديانة، وقررت أن أتعمق بشكل أكثر من خلال القراءة عن الإسلام وقراءة القرآن والأحاديث الشريفة باللغة الإنجليزية، وسؤال المتخصصين حتى أتعرف على كل كبيرة وصغيرة عن هذا الدين الذي جذبني دون أن أشعر”. ويتابع فييرا “استمر البحث جاريا لمدة ثماني سنوات طفت خلالها بلدانا كثيرة، وتعرفت على ثقافات مختلفة داخل الوطن العربي، حتى جاءت اللحظة الحاسمة في عام 1990 وكنت وقتها مدربا بنادي الوداد البيضاوي المغربي، وشعرت أن اللحظة قد حانت لإعلان القرار الذي شعرت وقتها أنه سيكون سبب سعادتي وبالفعل أعلنت اعتناقي الإسلام في ذلك العام، وبعدها تغيرت حياتي بشكل تام، من منتهى الحزن إلى قمة السعادة ومن بالغ الحيرة إلى راحة بال لم أشعر بها منذ خرجت لهذه الدنيا”. نقطة تحول أكد مدرب بني ياس الإماراتي أن إعلانه الإسلام غير حياته تماما، وجعله ينظر للدنيا بشكل مختلف، وبالفعل بدأ في بناء أسرة، إلى ذلك، يقول “تعرفت على زوجتي الحالية في المغرب وتزوجنا في عام 1992 وأنجبنا ولدي ياسين الذي سعدت كثيرا كونه جاء للدنيا مسلما دون أن يعاني ما عانيته”. ويضيف “أنا سعيد تماما بحياتي بعد الإسلام وأسرتي الصغيرة هي حياتي بجوار عملي”، مشيرا إلى أن الإنجازات التي حققها على مدار تاريخه الكروي كان السبب الرئيسي فيها هو مشيئة الله بعد التوجه بالدعاء إليه ثم بعدها جاءت المهارة في القيادة الفنية. ويسرد فييرا، حامل لقب بطولة كأس آسيا مع منتخب العراق عام 2007، “كنت شخصا دون هوية ولا يعرف نفسه، ولا يعرف حتى من حوله، ليس له دين لا يؤمن بأي عقيدة، لكن فجأة سألت نفسي سؤالا إذا وقعت في مصيبة فإلى من ألجأ؟ وبعدها بدأت حياتي في التحول للبحث عن ملجأ لي، ولم أجد إلا باب الهداية لله سبحانه وتعالى مفتوحا على مصراعيه ليستقبلني ”. ويشير إلى أنه دائم الحرص على الصلاة، فضلا عن الصيام في شهر رمضان. ويقول “عرفت طعم السعادة لحظة السجود، وعرفت معنى اللذة عندما أتوجه بالدعاء إلى الله، وأنا أمامه في صلاتي وأنا له في صيامي”. ويؤكد أن هدفه الدائم هو البحث عن السعادة النفسية من خلال الرضا عن النفس بأداء واجباته تجاه الله أولا، وتجاه البشر ثانيا سواء بالإخلاص في العمل أو بالقيام بالواجبات الاجتماعية المفروضة على كل مسلم تجاه مجتمعه. من أجل الصومال يؤكد فييرا أن إسلامه غيَّر نظرته لكثير من الأمور والمشاكل، حيث أعرب عن تعاطفه مع ما يحدث في الصومال، والمجاعة التي يعاني منها هذا الشعب المسلم، معلنا أنه سيقوم بمبادرة مع لاعبي فريقه بني ياس بالتبرع لهذا الشعب، خاصة أن مساعدته أمر فرض على كل مسلم. * “استمر البحث جاريا لمدة ثماني سنوات طفت خلالها بلدانا كثيرة، وتعرفت على ثقافات مختلفة داخل الوطن العربي، حتى جاءت اللحظة الحاسمة في عام 1990 وكنت وقتها مدربا بنادي الوداد البيضاوي المغربي، وشعرت أن اللحظة قد حانت لإعلان القرار الذي شعرت وقتها أنه سيكون سبب سعادتي وبالفعل أعلنت اعتناقي الإسلام في ذلك العام، وبعدها تغيرت حياتي بشكل تام، من منتهى الحزن إلى قمة السعادة ومن بالغ الحيرة إلى راحة بال لم أشعر بها منذ خرجت لهذه الدنيا”.