بعض قادة العالم المجتمعون تحت ظلّ الراية الفرنسية وتحت قبعة قصر (الإليزيه) الفرنسي يحسبون أنفسهم أن حرّروا العالم وأسعدوا النّاس وأخرجوا أهل ليبيا من الظلم والظلمات، والحقيقة أنهم ليسوا كذلك أبدا، فما قام به حلف (النّاتو) من جرائم لا يمكن للشعب الليبي أن ينساها أو أن يغضّ الطرف عنها، لقد قتل الأطفال والرجال والنّساء وأدخل الرّعب والخوف على بيوت الآمنين لا لشيء ولكن لوجه بترول وخام لبيبا الذي تناقلت الأنباء أن (ثوار النّاتو) الذين ما تركوا مناسبة أو مجالا للحديث عبر الفضائيات والوسائل المقروءة والمسموعة إلاّ وشتموا الجزائر قيادة وشعبا، قد تنازلوا لفرنسا عن حصّة تساوي 35 في المائة منه. وهؤلاء الذين باعوا وطنهم وقدّموه لقمة صائغة للغرب الذي ليس له عهد ولا صديق، وقد كان العقيد وزين العابدين ومبارك وحتى الأسد من أصدقاء الغرب ومن المقرّبين لكنه غدر بهم، فمصالحه فوق كلّ الصداقات والاعتبار، وهذا عهدي بهم عبر التاريخ، فالبائس المسكين المغفّل من يظنّ من (متمرّدي بنغازي) أن (ساركوزي) و(كاميرون) والعبد المأمور مسيّر إمارة قطر أنهم في خدمتهم ويعملون لما هو في صالح الشعب الليبي قاهر الاستعمار الإيطالي بقيادة شيخ الشهداء (عمر المختار) الذي قال: (نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت). وهذا ما يجب أن يكون، فكيف يعقل أن تحتلّ دول (النّاتو) ليبيا وتذلّ الشعب الليبي؟ فهذا ما لا يقبله أيّ عربي أو مسلم أو إنسان يحبّ وطنه ولا يقبل بالعيش الرغد تحت حماية غربية ليس به كرامة حتى ولو وفّروا له متع الدنيا وزينتها، فالعزّة لا تباع ولا تشترى ولا يمكن التنازل عنها من قبل كائن من كان إنها ملك للأمّة التي تملك السيادة والقيادة. في تسجيل صوتي هو الثاني له (الخميس) والخامس له منذ خروجه من طرابلس عند دخول (ثوّار النّاتو) لها بثّته قناة (الرأي) من دمشق، أكّد العقيد معمر القذافي أن سرت هي العاصمة الحالية للجماهيرية، وأن على الشعب الليبي أن يقاتل قوّات الاستعمار وألاّ يستسلم مهما كانت التضحيات، وأن ليبيا لن تسقط أبدا في أيدي الخونة وأيدي عساكر حلف (النّاتو) المجرمين. هي الأيّام دول وأن الحرب معارك، وأن الغالب من يضحك أخيرا والتاريخ لن يرحم خائنا باع وطنه ودينه وأمّته مقابل أوهام لا يمكن أن تتحقّق ما دام على الأرض الليبية شرفاء ومجاهدون باعوا أنفسهم للّه وللوطن، وأن الرجال الأحرار والقادة لا يهربون أو يفرّون من المعركة وإنما يخرجون وينتقلون من مكان إلى آخر حفاظا على سلامتهم ومواصلة للنضال والتحريض على القتال ومجابهة العدو وأذياله.