كُشف النّقاب أمس الأحد عن وثيقة باللّغة الإنجليزية عثر عليها نشطاء لحقوق الإنسان فى طرابلس تفيد بأن العقيد الليبي معمّر القذافي تعامل بشكل مكثّف مع وكالات المخابرات الأمريكية والبريطانية، خاصّة فى مجال تسليم الإرهابيين ومكافحة الإرهاب· وقالت صحيفة (نيويورك تايمز) إن عددا من النشطاء الحقوقيين وجدوا الوثائق في مكتب رئيس المخابرات الليبية عبد اللّه السنوسي وكانت عبارة عن وثيقتين باللّغة الإنجليزية وعدد آخر من الوثائق باللّغة العربية· وأشارت الوثائق إلى أن التعاون بدأ بعد تخلّي معمّر القذافي عن برنامجه النّووي عام 2004· وتمّ التعاون بين المخابرات الأمريكية والبريطانية وبين المخابرات الليبية على الأقل ثماني مرّات· وكان التعاون يتمّ عن طريق تسليم عدد من المشتبه في هم للمخابرات الليبية من أجل استجوابهم داخل ليبيا التي تعرف باستخدام أساليب متنوّعة من التعذيب لاستجواب المشتبه فيهم، كما قامت المخابرات البريطانية بتعقّب عدد من المكالمات لصالح ليبيا· وتعليقا على الوثائق قالت جينيفر يونجبلاد المتحدّثة باسم المخابرات الأمريكية (إنها ليست مفاجأة أن تتعامل وكالة المخابرات الأمريكية مع حكومات أجنبية من أجل حماية نفسها من الإرهاب والتهديدات الأخرى التي يمكن أن تواجهها)· من جهة أخرى، ذكر تقرير إعلامي أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ساعد سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي معمّر القذافي، في الحصول على درجة الدكتوراه من مدرسة لندن للاقتصاد، استند التقرير الإعلامي إلى وثائق عثر عليها في مبنى السفارة البريطانية المهجور بالعاصمة الليبية طرابلس· وقالت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية إن بلير بعث خطابًا موقّعًا باسمه إلى (المهندس سيف) شكره فيه على إطلاعه على موضوع رسالته المقترح للصحول على درجة الدكتوراه· واقترح بلير في خطابه بعض النّماذج التي (قد تساعدك في دراساتك)· ويذكر أن بلير قاد جهودًا دولية منذ عام 2004 لإعادة القذافي إلى الساحة الدولية مجدّدًا بعد أعوام من العزلة، غير أن ذلك كان قبل اندلاع الاضطرابات الحالية في ليبيا· ومن ناحية أخرى، أفادت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية بأن هناك وثائق أخرى عثر عليها في مكتب رئيس المخابرات الليبية السابق موسى كوسا في طرابلس تشير إلى تعاون وثيق بين ليبيا ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي·آي·إيه) بشأن تسليم أشخاص يشتبه في أنهم (إرهابيون)·.