لتحصيل مدخولهم اليومي بسطاء يسترزقون من بيع الخردوات يقابلونك أينما وليت وجهك حرفة تقاسمها الجنسان معا رجالا ونساء... هم بسطاء جعلوا من الخردوات مصدرا للاسترزاق يبيعون أي شيء وكل شيء ويعرضونه عبر طاولاتهم المنصوبة أمام الأسواق الشعبية وعلى الأرصفة: ملابس أحذية مستلزمات منزلية.. وغيرها اكتسبوا زبائن في لمح البصر فالأسعار المعقولة تجذبهم نحوهم لاقتناء بعض المستلزمات. نسيمة خباجة هي حرفة وليدة العوز والفقر وقلة فرص العمل امتهنها شبان وكهول وشيوخ وحتى نسوة وأطفال بحيث يقومون بنصب طاولات يعرضون فيها بعض الخردوات المنزلية أو المستلزمات التي لا يحتاجونها عبر الأسواق الشعبية فمن الملابس إلى الأحذية إلى أدوات الترصيص والاواني واكسسوارات الديكور وغيرها نجد منها ما يصلح للاستعمال وما لا يصلح الا انها مستلزمات جعلوا منها مصدرا للاسترزاق. مستلزمات متنوعة هي حرفة وليدة الحاجة فكما يقال الأزمة تلد الهمة امتهنها البعض لتحقيق مداخيل يومية حتى ولو كانت بسيطة... طاولات اصطفت فيها أشياء متنوعة ومستلزمات خارجة عن حاجة هؤلاء الباعة ففضلوا عرضها للزبائن وتحقيق مداخيل بدل رميها وبالفعل اكتسبوا زبائن تعاملوا معهم لاقتناء بعض الحاجيات التي تنقصهم كبعض أدوات الترصيص والاكسسورات وحتى الملابس والاحذية فالقدرة الشرائية المحدودة للبعض لا تخول لهم اقتناء المستلزمات الجديدة فيهبّون إلى تلك الطاولات لتفقد بعض الأشياء التي تنقصهم فمن جهة يستفيدون منها ومن جهة أخرى يساعدون هؤلاء الباعة ببعض المداخيل. تقول السيدة مروة إنها لاحظت هؤلاء وتشفق على حالهم فهم رجال من مختلف الاعمار وحتى النسوة اقتحمن تلك الحرفة فالعوز والفقر وقلة فرص العمل دفع بهم إلى نصب طاولات لبيع الأشياء القديمة التي يطلبها البعض وحتى الملابس والاحذية التي تخرج عن حاجتهم ومن الممكن أن يحتاجها البعض ولاحظت انهم اكتسبوا زبائن دائمين يترددون عليهم لاقتناء بعض المستلزمات ومساعدتهم في تحقيق بعض المداخيل التي تحفظ لهم ماء الوجه. أما السيد مصطفى فقال إن العوَز دفع بالبعض إلى امتهان البيع وتحقيق مداخيل حتى ولو كانت بسيطة وظهرت تلك الصور عبر الأرصفة وبمداخل الأسواق اشخاص يبيعون بعض المستلزمات القديمة لإعانة اسرهم في ظل انعدام فرص العمل ويرى أنها مهنة شريفة يسترزق منها البعض حلالا وأضاف انه عادة ما يقف امام تلك الطاولات واقتنى في أكثر من مرة بعض الأدوات التي يستعملها في الاعمال وبعض الاعطاب المنزلية كأدوات الترصيص وغيرها. ويبدو أنّه حتى النسوة اقتحمن المجال وهو ما لاحظناه عبر ساحة اول ماي بالجزائر العاصمة بحيث نصبت احدى النسوة طاولة وعرضت فيها بعض المستلزمات المنزلية وحتى الملابس والاحذية الخارجة عن استعمالها وكان الزبائن يصطفون لتفقد تلك المعروضات ويتفاوضون معها من اجل الشراء. فعلا هي مهن وليدة الحاجة والعوز امتهنها هؤلاء لتحقيق مداخيل وضمان مصدر لاسترزاقهم وعائداتهم اليومية ويعكسون صورة اجتماعية للكفاح من اجل كسب القوت اليومي.