سفريات رجال أعمال وباحثين إلى الخارج معلّقة بسبب "البيروقراطية" لاتزال قضية استخراج جواز السفر البيومتري تقلق كلّ من أراد تجديده أو حيازته لأوّل مرّة لكون العملية تمرّ عبر مراحل عديدة ومعقّدة، عكس ما كان معمولا به سابقا في جواز السفر الكلاسيكي أين تختصر الملفّات على الوثائق الأساسية فقط.. واشتكى العديد من رجال الأعمال والباحثين الذين يضطرّون إلى السفر إلى خارج الوطن باستمرار من البيروقراطية التي تجعلهم يكابدون عناء الانتظار لمدّة تفوق الشهر من أجل إيداع الملف الذي لايزال بدوره معقّدا بالرغم من إلغاء بعض ما تضمّنه القائمة الأولى من وثائق. ولا تتوقّف المعاناة عند حدّ تقديم مواعيد طويلة المدى لإيداع الملفات، وإنما تتعدّاه إلى انتظار فترة غير معلومة لاستصدار الجواز. اشتكى العديد من رجال الأعمال والباحثين من الطلبة والأساتذة وغيرهم من التعقيدات التي لاتزال تطبع استخراج جواز السفر البيومتري الذي وبالرغم من تخفيف بعض من الملفّات المطلوبة لتكوينه، إلاّ أن بعض الإجراءات الأخرى لاتزال تربك وتقلق كلّ من تقرّب إلى الدائرة لطلب الاستمارة أو إيداع الملف، ويتعلّق الأمر بالدوائر النّموذجية، حيث يصطدم كلّ من يقترب منها بمنحه رقم هاتف الجهة المخوّلة بالعملية بذات الدائرة على أن يتّصل بها من خارجها بعد أن يتقدّم المعني بالأمر بتقديم هوّيته من اسم ولقب لتلك الجهات التي بدورها تمنحه موعد التقرّب إلى مصالحها من أجل إيداع الملف المطلوب بعد مدّة انتظار تدوم شهرا كاملا وأكثر في بعض الحالات التي وقفت عندها »أخبار اليوم«، والتي جعلت طالبي جواز سفرهم يتذمّرون من العملية التي أكّدوا بشأنها أنها مضيعة للوقت ولا تخدم مصالحهم التي يبدو أنها ستصبح معلّقة إلى حين إعادة النّظر في هذا المشكل الذي طغى على الدوائر النموذجية فقط دون غيرها من الدوائر التي يسير إجراؤها فرض تكوين كامل الملف المطلوب كشرط على أن تمنح لهم الاستمارة. وفي هذا الصدد، تساءل العديد من المواطنين عمّا إن كان الأمر والمدّة قد أدرجتها الوزارة الوصية أم أنه إجراء ارتجالي صادر من أعوان العاملين من الدوائر؟ وقد أكّد أحد المواطنين ل »أخبار اليوم« أنه اتّصل قبل أيّام بمصالح الإدارة لأخذ موعد من أجل إيداع ملفه بالدائرة الإدارية للجزائر الوسطى، فقالت له موظّفة لا تحسن حتى الحديث مع المواطنين إنها حجزت له موعدا يوم 28 جويلية، مبديا استغرابه من هذا الموعد البعيد وتذمّره من طول المدّة التي ستسغرقها عملية استصدار جواز سفره، علما أن صلاحية جوازه القديم أوشكت على الانتهاء، وهو ما سيجعله محروما من السفر إلى الخارج لمدّة غير قصيرة. فترة شهر كامل أو أكثر في بعض الدوائر النموذجية من أجل منح موعد لإيداع ملف جواز السفر بالدوائر النّموذجية أثارت ثائرة أولئك الذين انتهت صلاحيات جواز سفرهم، خاصّة منهم رجال الأعمال الذين هم في تنقّل مستمرّ نحو خارج الوطن، إلى جانب بعض الباحثين من الطلبة والأساتذة الذين وجدوا أنفسهم في مثل هذا الموقف مجبرين على الانتظار وتأجيل سفرياتهم إلى حين الانتهاء من تكوين الملف الذي يأخذ وقتا لاستخراج، إلى جانب انتظار موعد إيداع الملف، ناهيك عن انتظار فترة شهر آخر حتى يتمّ التمكّن من الوقوف عند كامل تحرّيات الأمن الوطني حول المعلومات الشخصية لصاحب الجواز لتتمّ إعادته من جديد إلى الدائرة التي تقدّمه لطالبه بعد أن يكون مرّ بتلك المراحل المذكورة. ويضيف بعض من سجّلت »أخبار اليوم« شكاويهم أنه إذا ما تمّ جمع مدّة تكوين الجواز السفر واستخراجه يكون قد مرّ على العملية مدّة تفوق الثلاثة أشهر من جمع لمكوّنات الملف وانتظار الاستدعاء والتحرّيات، وهو المشكل الذي يؤجّل سفريات العديد ممّن برمجوا العمل أو الدراسة خارج الوطن، حتى أن أولئك من أرادوا قضاء بعض من أيّام عطلهم خارج الوطن سيضطرّون إلى قضائها بها بسبب التعطيلات والتعقيدات. يذكر في الأخير أن »أخبار اليوم« كانت قد وقفت في أعدادها السابقة عن التعقيدات التي تلازم استخراج جواز السفر البيومتري، ولعلّ زبرز المواقف التي لاتزال تقلق المواطنين هي الصور المطلوبة في الملف، خاصّة وأن أغلب الدوائر لم تتزوّد بعد بمكاتب خاصّة بالتصوير كالمتواجدة منها في الدوائر النّموذجية التي كان قد تحدث عنها وزير الداخلية خلال تصريحاته الماضية، الأمر الذي يجد بشأنه المواطنون خاصّة منهم النّساء حرجا كبيرا للوصول إلى الصورة المقبولة بعد معاودة زيارة محلّ التصوير للعديد من المرّات. فبالنّسبة للمتبرّجات يشترط عليهنّ شدّ الشعر إلى الوراء وإظهار كلّ ملامح الوجه من الجبهة إلى الفكّ، أمّا المحجّبات فعليهن الرّفع من الخمار إلى الأعلى حتى تظهر الجبهة جيّدا مع ضرورة إخراج الأذنين من الخمار، هي الإجراءات التي استاء منها المواطنون، مشيرين إلى أنها تشبه إلى حدّ كبير التحقيقات البوليسية، خاصّة إذا تعلّق الأمر بالأسئلة المصاحبة للاستمارة. هذا إلى جانب مشكل استخراج شهادة الميلاد رقم »12 س« التي تستدعي إمضاء المير، والتي تتطلّب وقتا آخرا لاستخراجها حتى أنه في بعض الدوائر يشترط على طالبها إحضار الجنسية لاستخراجها.