احتجّ العشرات من مواطني أكبر حي قصديري ببني مسوس، في الجزائر العاصمة، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء بعدما خرجوا إلى الشارع وأغلقوا الطريق المؤدّي إلى شوفالي، تنديدا بإقصائهم من عملية الترحيل التي تدخل عددها ال 24 بعدما شملت 3 آلاف عائلة منهم سكان بلدية باب الوادي الذين كانت وجهة رحيلهم نحو بني مسوس، وهو ما رفضه سكان الأحياء القصديرية بالمنطقة على اعتبار أنهم الأولى بها عن سابقيهم كونها تتواجد بأرضية تابعة لبلديتهم، في حين ما تزال قضية الترحيل المتعلّقة بسكان ديار الشمس عالقة إلى غاية أمس بسبب رفض المعنيين للموقع الممنوح لهم· وقعت مشادّات بين سكان الحي القصديري ببني مسوس وقوّات الأمن بعد خروج العشرات منهم للاحتجاج على عدم ترحيلهم إلى سكنات جديدة في إطار العملية التي تدخل عددها ال 24، والتي أطلقتها ولاية الجزائر من أجل القضاء على السكن الهش، وبالتالي إعادة المظهر الجمالي لعاصمة البلاد التي فقدته لفترة طويلة لأسباب أمنية وأخرى اجتماعية واقتصادية. حيث خصّص لهذا الغرض ما يفوق 3 آلاف حصّة سكنية توزّع على مدار 3 دفعات، غير أن فرحة المسؤولين المشرفين على العملية لم تتحقق كون العملية اصطدمت بحواجز عديدة أهمّها الاحتجاجات على موقع السكن، إلى جانب صغر مساحة البعض منها، فيما خرج العديد منهم إلى الشارع من أجل الاحتجاج بعدما تمّ إقصاؤهم من العملية التي كانت محلّ ترقّب العديد من القاطنين بالأحياء القصديرية شأن سكان أكبر حي قصديري على مستوى أعالي بلدية بني مسوس، والذين خرجوا ليلة الاثنين إلى الثلاثاء إلى الشارع احتجاجا على إقصائهم من عملية الترحيل المستمرّة إلى غاية التاسع من الشهر الجاري. وقد أكّد السكان أن ما زاد من حسرتهم وقلقهم هو منح السكنات المتواجدة على تراب بلديتهم لسكان باب الوادي بعدما كانوا هم الأجدر والأولى للسكن بها بالنّظر إلى حجم المعاناة التي يعيشونها داخل سكنات تفتقد إلى أدنى مطالب العيش الكريم، والتي تمّ تشييدها خلال العشرية السوداء التي دفعت بالعديد من الأسر والعائلات إلى اللّجوء إلى المنطقة طلبا للأمن والاستقرار والابتعاد عن همجية الإرهاب التي عصفت بسكان القرى والمداشر· وقد انطلقت احتجاجات سكان الحي القصديري المذكور في حدود الساعة التاسعة ليلا، أين قام هؤلاء بغلق الطريق الرابط بين بني مسوس وشوفالي بالقرب من المستشفى الجامعي، لتتمكّن قوّات مكافحة الشغب من إعادة فتحه فيما بعد، لتتحوّل الاحتجاجات بعدها إلى مشادّات مع قوّات الأمن، حيث قام المحتجّون برمي قوّات الشرطة بالحجارة واستمرّ الوضع إلى غاية تفريقهم من طرف قوّات الأمن التي انتشرت في عين المكان· قضية سكان ديار الشمس المبرمجين للترحيل في هذه العملية هي الأخرى ما تزال عالقة إلى غاية كتابة هذه الأسطر، في الوقت الذي تتمسّك فيه العديد من العائلات بقرار رفضها لتلك السكنات الجديدة التي ما يزال موقعها يحدث غليانا في أوساط السكان الذين انقسموا بين رافض ومؤيّد للترحيل. ليبقى موقف هؤلاء آخر ورقة لإنجاح العملية التي علّقت عليها السلطات المحلّية آمالا كبيرة من أجل إسعاد أكبر عدد من المواطنين مباشرة بعد عيد الفطر·