مخابز تتنافس على استقطاب الزبائن وحم الخبز يصيب الجزائريين في رمضان *التبذير.. سيناريو متواصل الخبز حاضر أساسي على طاولة الإفطار في أغلب البيوت الجزائرية بحيث يرافق الأطباق الرمضانية على غرار الشربة كطبق يومي رئيسي إلى جانب الطبق الثانوي بحيث يكثر الإقبال على المادة خلال رمضان لاسيما مع تفنّن المخابز في عرض أنواع عديدة من الخبز من أجل جذب زبائن دائمين خلال رمضان لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كل ما يقتنيه الصائمون من الخبز يُستهلك على مائدة الإفطار أم أن جزءا يكون مصيره الرمي؟ نسيمة خباجة يعتبر الشهر الفضيل الشهر الأكثر تبذيرا في مادة الخبز حسب ما سجل في سنوات سابقة بحيث كشفت الأرقام عن رمي 100 مليون خبزة خلال الشهر الفضيل بسبب سلوكات غير مسؤولة والاقتناء المتزايد للمادة والذي لا يتماشى مع تقلص الوجبات خلال رمضان ويفوقها بكثير مما يوقع الكثيرين في آفة التبذير كسلوك استهجنته وزارة التجارة وكل الفاعلين وتم إطلاق حملة وطنية لمكافحة التبذير بكل أشكاله لاسيما في رمضان الذي تتنافى معانيه الإيمانية مع الظاهرة السلبية. وحم الخبز يفاقم الآفة تسيل مادة الخبز لعاب الصائمين باصطفاف أنواع منه عبر رفوف المخابز فحتى تلك الأخيرة تتفنن في إعداد أشهى الأنواع من الخبز الذي تزكم رائحته الأنوف فيقتحم العابرون المخابز لاقتناء الخبز فمن خبز السانوج إلى خبز الزيتون وحتى الأشكال تجذب الزبائن من الطويل إلى الدائري والذي يتخذ شكل الزهرة هي كلها حيل تجارية لجذب اكبر عدد ممكن من الزبائن لاسيما مع الوحم الذي يصيب البعض في ذات المادة مما ينجر عنه انتشار آفة التبذير. اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول آفة تبذير الخبز التي تتفاقم خلال رمضان بصفتهم متهما رئيسيا في المعضلة فاختلفت الآراء. تقول السيدة مريم إنها عوّلت مع بداية رمضان على محاربة تبذير الخبز في بيتها التي عاشتها حقيقة في سنوات سابقة بسبب زوجها وأبنائها فكل فرد يدخل مساء بصنف من الخبز حتى يصل عدد الرغائف إلى حدود 9 و10 خبزات وهي كمية لا تتوافق مع عدد أفراد الأسرة فهم 5 أفراد لذلك عولت في رمضان هذا العام على أن تكون من يتكفل بمهمة اقتناء الخبز وبالفعل لم تقع في فخ التبذير ولا مرة فهي تقتني الخبز حسب الحاجة اليومية ولا تتعدى 4 رغائف في اليوم تغطي بها وجبتي الإفطار والسحور. السيد خالد رب أسرة قال إنه فعلا يدمن على مادة الخبز في رمضان وتسيل لعابه بعد خروجه من العمل رائحة الخبز المنبعثة من المخابز فيختار عدة أنواع وأشكال من الخبز ويصل أحيانا إلى 7 رغائف في اليوم الواحد على الرغم من الملاحظات اليومية لزوجته التي لحسن الحظ تتصرّف وتجمّد الخبز لاستعماله في اليوم الموالي لكن رغم ذلك يقتني خبزا جديدا ولا يحبذ الخبز البايت على حد قوله. السيدة عايدة قالت إن حلول رمضان أخلط اوراقها من حيث توفير مادة الخبز لعائلتها فإنْ قلصت الكمية لا يكفي وإنْ ضاعفت عدد الرغائف تزيد عن حاجة اسرتها وتبقى إلى اليوم الموالي فبمرور ازيد من أسبوع عن الشهر الفضيل لم تتحكم في ريتم استهلاك الخبز الذي يبقى نعمة وجب الحفاظ عليها وعدم تبذيرها ورأت ان تقليص الكمية احسن من تبذيرها فهي ضد رمي الخبز في القمامة كظاهرة جد سلبية تكثر للأسف في شهر رمضان. مخابز تتسابق على كسب الزبائن يتضاعف نشاط المخابز خلال الشهر الفضيل ويكون أصحابها اكثر ابداعا وتفننا في صناعة الخبز وعرضه عبر رفوف المخابز بطريقة تجذب الزبائن بحيث تختلف الأنواع والأشكال فمن الخبز العادي إلى خبز الشعير وخبز الزيتون وخبز الجبن وغيره من الأنواع فالطلب المتزايد للزبائن على المادة يجعل أصحاب المخابز يتفنّنون في عرض أجود أنواع الخبز لاستقطاب اكبر عدد منهم وكسبهم كزبائن دائمين فنشاط المخابز ينتعش خلال رمضان بالنظر إلى الطلب الكبير على المادة. وهكذا شكّل الخبز ديكورا جميلا عبر المخابز بأشكاله العديدة ورائحته الزكية التي تزكم انوف الصائمين فيقبلون على اقتنائه دون تردد لاسيما مع تنافس أصحاب المخابز على كسب اكبر عدد ممكن من الزبائن خلال رمضان فالخبز يبقى حضوره أساسيا على موائد الجزائريين في رمضان وفي باقي الشهور لكن وجب الكف عن التبذير كظاهرة سلبية تطال المادة لا تمت بصلة لأعراف مجتمعنا ولا ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحرم التبذير والإسراف.