يتوسع نشاط المخابز مع بداية رمضان وتذهب إلى تنويع الخبز تبعا لرغبات الصائم ووحمه طيلة شهر رمضان المبارك على تلك المادة التي تسيل لعابه على الرغم من أنها مادة عادية ومألوفة دأب على استهلاكها اليومي قبل رمضان، إلا أن جلبها يتضاعف في اغلب البيوت الجزائرية ويذهب الكل إلى التنويع فيها إلى حد جلب عدد من الرغائف من كل مخبزة يعبر عليها الصائم في مشواره من وإلى العمل، وحتى هناك من يقطعون المسافات من أجل جلب أنواع الخبز الذي تتفنن فيه المخابز طيلة الشهر وتنوعه لاصطياد الزبائن، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل كل تلك الكمية هي مهيأة فعلا للأكل؟ الإجابة نستقيها مما هو جار عبر مفارغ النفايات وأقبية العمارات التي تتضاعف كمية الخبز اليابس بها خلال الشهر الكريم، على الرغم من أنه شهر يحث على الاقتصاد وترشيد الاستهلاك بالنظر إلى تقلص عدد الوجبات التي تحتاج إلى الخبز، بحيث تختزل في وجبة واحدة وهي وجبة الإفطار خاصة وأن أغلب العائلات تعتمد على الكسكس في سحورها أو شرب القهوة بالحليب والبريوش، لكن نجد أن أغلب العائلات تجلب الخبز بكمية مضاعفة تكبر بكثير عن كمية جلبه في شهور الإفطار مما يؤدي إلى ازدياد ظاهرة تبذير مادة الخبز ورميها خلال شهر رمضان بأزيد من النصف مقارنة بباقي أيام شهور السنة حسب ما أكدته الإحصائيات، والتي أكدت في نفس السياق أن الجزائريين هم من أكثر شعوب العالم استهلاكا للخبز بكمية تتراوح ما بين 500غ و900غ في اليوم الواحد، كما أنهم أكثر الشعوب تبذيرا له بكميات هي الأخرى تتراوح ما بين 150غ و200 غ يوميا. وتكون آفة التبذير على حسب ازدياد كمية العرض والتنويع في المادة حسب ما يتطلبه الشهر، بحيث وجد الخبازون الفرصة من أجل توسيع المداخيل خلال رمضان عن طريق اصطفاف أنواع من الرغائف تسيل لعاب الزبائن فيقومون بجلب رغائف من كل نوع، ومن الأسر من يتكفل كل أفرادها بجلب الخبز خلال أيام رمضان على غير العادة، وكل يجلب رغائف حسب ذوقه واشتهائه ليتعدى عدد الرغائف العدد المطلوب في الأسرة وقد يتعدى عدد أفرادها فيكون مصير ذلك الخبز الرمي في النفايات وأقبية العمارات. وكان من الأجدر أن تقوم العائلات بتقليص عدد الرغائف خلال شهر رمضان للحد من ظاهرة تبذيره تبعا لتقليص عدد وجباتها إلا أن العكس هو الحاصل، اقتربنا من بعض الأحياء لرصد آراء المواطنين حول الظاهرة ولو أنها من صنع أياديهم، خاصة وأنه ليس هناك أسرة لم تشارك ولو لمرة واحدة في انتشار الظاهرة بعد أن كبرت كمية الخبز المجلوبة على متطلبات أفرادها وكانت النتيجة السلبية وضع كيس ممتلئ بالخبز في حافة الطرقات أو بالأقبية بالنظر إلى عدم توافق رمي تلك النعمة مع النفايات.