في إطار الاحتفال بشهر التراث.. باحثون يؤكدون ضرورة الإسراع في تسجيل التراث اللامادي الجزائري قام مدير جامعة البليدة 2 أ.د عادل مزوغ بقاعة المحاضرات الكبرى سعيد عيادي بالإشراف على افتتاح اليوم الدراسي الموسوم تحت عنوان: اتفاقية اليونيسكو 2003 للحفاظ على الموروث الثقافي بالشراكة مع الجمعية الأكاديمية للحفاظ على التراث الجزائري وبالتعاون مع نادي الزمرة وذلك في إطار الإحتفال بشهر التراث الذي يمتد من 18 أفريل إلى غاية 18 ماي. مجريات اليوم الدراسي المنظم يوم الأربعاء عرفت مشاركة فعالة لباحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ إضافة إلى حضور نواب مدير الجامعة العمداء مسؤول الديوان مسؤولة النشاطات الثقافية. وأكدت د. ويزة قلاز في مداخلتها الموسومة تحت عنوان: الجزائر: 20 سنة في خدمة التراث الثقافي اللامادي بأنها ركزت على مبادرات الجزائر في إطار اتفاقية 2003 لحفظ وصون التراث اللامادي متجاوزة بذلك اتفاقية التراث الطبيعي لسنة 1971 التي اهتمت بتسجيل التراث الطبيعي كالآبار وينابيع المياه وغيرها واتفاقية 1972 التي اهتمت بالتراث المادي الذي سجلت من خلالها الجزائر العديد من الأماكن منها: تيمقاد القصبة تيبازة بني يزقن. وأضافت د. ويزة قلاز بأن التراث اللامادي وفقا لإتفاقية 2003 يقصد به الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات - وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية- التي تعتبرها الجماعات والمجموعات وأحيانا الأفراد جزءا من تراثهم الثقافي. وهذا التراث الثقافي غير اللامادي المتوارث جيلا عن جيل تبدعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها وهو ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها ويعزز من ثم احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية. وأفادت الدكتورة قلاز بأن التراث اللامادي ينحصر بشكل خاص في المجالات التالية: التقاليد وأشكال التعبير الشفهي بما في ذلك اللغة كواسطة للتعبير عن التراث الثقافي غير المادي فنون وتقاليد آداء العروض الممارسات الاجتماعية والطقوس والإحتفالات المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون وأخيرا المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية. في سياق متصل أوضحت الباحثة قلاز بأن الجزائر بذلت وتبذل جهودا حثيثة من أجل تسجيل تراثها اللامادي الذي يعد عملية حتمية لحماية وصون التراث والحفاظ على أشكال الحياة العملية المهددة بالضياع. وفي هذا الصدد كشفت الباحثة بأن الجزائر تلتزم بالأطر التقنية التي تفرضها اليونيسكو من أجل تسجيل التراث اللامادي كالإلتزام واتباع عملية وتسجيل بطاقات الجرد. وفي خاتمة مداخلتها ناشدت الباحثة في توصياتها إلى ضرورة إنشاء فروع جامعية لدراسة التراث إدراج مشاريع تراثية في المؤسسة الناشئة بالإضافة إلى ضرورة تشجيع الشباب على إنشاء مؤسسات تراثية بتحفيزات خاصة. وأكدت د. زهية بن عبد الله من جانب آخر في مداخلتها الموسومة تحت عنوان: ميكانيزمات تسجيل التراث الثقافي الغير مادي على قوائم اليونيسكو وغاياتها بأن العمل على مواضيع حماية التراث الوطني يشكل أحد الهواجس التي أصبحت تؤرق الدول من حيث كيفية وإجرائية تنفيذها خصوصا وأن العالم اليوم أصبح يعرف تهديدات سياسية-أمنية -بيئية -غذائية وصحية تمس استقرارها وكيانها.وأضافت الباحثة بن عبد الله بأن الجزائر رفعت التحديات من خلال المصادقة على اتفاقية اليونيسكو لصون التراث الثقافي اللامادي منذ 2003 وبذلك أصبحت المسارعة في تسجيل التراث اللامادي الجزائري أمرا حتميا على ضوء ترسيخ تقاليد ومبادئ في البحث قصد إيجاد حلول لحماية الممتلكات الثقافية وذلك بداية من عمليات جمع وجرد التراث إلى ترشيح عناصر التسجيل الدولي على أحد قوائم اليونيسكو. من جهته أكد عبد الناصر بوردوز الباحث في المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ في مداخلته تحت عنوان: مداخلة بعنوان: جرد التراث الثقافي اللامادي: فخار سيدي سميان نموذجا من ضرورة قرع أجراس الخطر لهذا العنصر من عناصر التراث اللامادي الذي يتهدده الإنقراض بسبب غياب المتابعة والمرافقة إضافة إلى افتقار اليد الحرفية وأشار الباحث بأن صناعة الفخار هو تراث بدائي لم يتغير في نمطه وطبيعته وبقي على حاله وجدير أن يعاد النظر واستغلال هذا العنصر من التراث اللامادي في التنمية المستدامة والإقتصاد المحلي والوطني.